ونفّذ جيش الاحتلال فجر الأربعاء، عمليات نسف لمبانٍ سكنية شرقي مدينة غزة، تزامناً مع قصف مدفعي استهدف الأحياء الشرقية لمدينة خان يونس جنوبي القطاع، حسب شهود عيان.
وأوضح الشهود أن قوات الاحتلال فجّرت عدة مبانٍ داخل مناطق سيطرتها في حي الشجاعية، أحد أكبر أحياء غزة وأكثرها تضرراً خلال الإبادة الإسرائيلية على مدى عامين.
وفي خان يونس، استهدفت المدفعية الإسرائيلية المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرتها العسكرية دون صدور تعليق فلسطيني رسمي.
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وثقت الجهات الصحية استشهاد نحو 360 فلسطينياً جراء إطلاق النار والقصف الإسرائيليين.
6 آلاف حالة بتر خلال عامين رُبعهم أطفال
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيل 6 آلاف حالة بتر أطراف خلال عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، مشيرة إلى أن المصابين يحتاجون إلى برامج تأهيل عاجلة وطويلة الأمد.
وأضافت الوزارة في بيان بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة أن 25% من حالات البتر لأطفال، وأن نقص الإمكانات الطبية يزيد معاناة الجرحى.
ودعت المنظمات الدولية إلى تعزيز خدمات التأهيل والدعم النفسي والاجتماعي لمبتوري الأطراف.
مطالب بإجلاء طبي عاجل لآلاف المرضى
في السياق، دعت منظمة "أطباء بلا حدود" الدولَ إلى فتح أبوابها أمام عشرات الآلاف من المرضى في غزة الذين يحتاجون إلى الإجلاء الطبي العاجل، محذرة من وفاة المئات في أثناء انتظارهم الحصول على العلاج.
وقال منسّق عمليات الإجلاء الطبي في المنظمة، هاني إسليم، إن الأعداد التي استقبلتها الدول حتى الآن "لا تشكل سوى قطرة في محيط"، مشيراً إلى أن أعداد المحتاجين الفعلية أكبر بثلاثة أو أربعة أضعاف المسجلين.
وحسب منظمة الصحة العالمية، أُجلِي أكثر من 8 آلاف مريض منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينما لا يزال أكثر من 16500 ينتظرون العلاج خارج القطاع، بينهم أطفال يعانون من أمراض خطيرة.
وأشار إسليم إلى أن إغلاق معبر رفح في مايو/أيار 2024 أدى إلى تراجع وتيرة الإجلاء من 1500 مريض شهرياً إلى نحو 70 فقط، مؤكداً أن العملية الطويلة والمسيسة لقبول المرضى تفاقم معاناتهم.
ودعا إسليم الحكومات إلى التعامل مع الإجلاء الطبي بوصفه مسألة إنقاذ حياة، لا "قائمة تسوق"، مؤكداً أن تباطؤ الإجلاء يهدد حياة آلاف المرضى.
وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل أسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل، وفقاً لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
وأنهى الاتفاق حرب الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل بدعم أمريكي في غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني، ونحو 171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، وألحقت دمارا طال 90% من البنى التحتية المدنية.





















