وينظر المجلس في مشروع قرار يدعو البعثة الدولية إلى تحديد هوية مرتكبي الانتهاكات التي يُقال إن قوات الدعم السريع، شبه العسكرية، وحلفاءها ارتكبوها في الفاشر.
وخلال افتتاح الجلسة، حذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، من خطورة الوضع، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري. وقال: "هناك كثير من التصنع والتظاهر، والقليل من العمل… يتعين الوقوف في وجه هذه الفظائع التي تمثل استعراضاً للقسوة لإخضاع شعب بأكمله".
كما دعا إلى اتخاذ إجراءات بحق الأفراد والشركات التي "تؤجج الحرب في السودان وتتربح منها"، محذراً من تصاعد العنف في منطقة كردفان، حيث يتعرض المدنيون للقصف والحصار والتهجير.
ووفق تورك، لا ينبغي أن يفاجأ أحد بالتقارير التي وردت منذ سقوط الفاشر وتتحدث عن "عمليات قتل واسعة للمدنيين، وإعدامات مستهدفة ضد العرقيات، وعنف جنسي بما في ذلك الاغتصاب الجماعي، والاختطاف مقابل فدية، والاحتجاز التعسفي، والهجمات على المنشآت الصحية وفرق الإغاثة".
من جهتها، قالت عضو فريق الخبراء المستقلين، منى رشماوي، إن "أجزاء واسعة من الفاشر أصبحت ساحة جريمة"، مؤكدةً أن فريقها جمع أدلة على "أعمال وحشية لا توصف، وعمليات قتل عمد، وتعذيب، واغتصاب، واختطاف، واحتجاز تعسفي، واختفاء قسري، وكل ذلك على نطاق واسع".
وشددت على ضرورة إجراء "تحقيق شامل لتوضيح الصورة كاملة"، معتبرةً أن ما هو مثبت حتى الآن "مدمر".
ويدعو المشروع أيضاً إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين العالقين داخل المدينة التي تعاني من مجاعة متفاقمة.
كانت قوات الدعم السريع، شبه العسكرية، قد سيطرت على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجزرة في المستشفى السعودية خلّفت أكثر من 450 شهيداً، وفق منظمة الصحة العالمية.
وتعيش الفاشر أوضاعاً إنسانية متدهورة منذ سقوطها في أيدي “الدعم السريع”، فيما اعترف قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي" لاحقاً بوقوع "تجاوزات"، مدّعياً تشكيل لجان تحقيق.
وبالإضافة إلى الغرب، تشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، منذ أيام، اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" أدت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة.
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر قوات الدعم السريع حالياً على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غرباً، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الثلاث عشرة المتبقية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بينها العاصمة الخرطوم.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جراء استمرار حرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، شبه العسكرية منذ أبريل/نيسان 2023، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.


















