جاء ذلك في خطاب ألقاه، الاثنين، خلال افتتاح مؤتمر السفراء الأتراك السادس عشر، المنعقد في أحد فنادق العاصمة أنقرة، تحت شعار “السياسة الخارجية لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار”.
وأشار فيدان إلى أن تركيا كانت صوت الضمير العالمي في مواجهة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، مضيفاً: “الموقف المبدئي الذي اتخذناه منذ البداية فيما يخص القضية الفلسطينية لعب دوراً محورياً في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار”.
وأكد أن الجهود التركية لاقت صدى واسعاً على الصعيد الدولي، قائلاً: “إذا أصبح حل الدولتين مقبولاً حتى في العواصم الغربية، فإن ذلك يعود بشكل كبير إلى موقف دبلوماسيتنا المبدئي والمثابر”.
وشدد على أن تحقيق سلام دائم في فلسطين يحتاج إلى وقت، مؤكداً أن أنقرة ستواصل العمل بصبر وعزم لتفعيل رؤية حل الدولتين.
وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بدأت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، لكن الأخيرة تخرقه يومياً ما خلّف مئات الشهداء.
الوقوف مع السوريين
وفيما يتعلق بسوريا، قال فيدان إن الذكرى السنوية الأولى لانهيار نظام الأسد تمثل مثالاً آخر على وقوف الدبلوماسية التركية في الجانب الصحيح من التاريخ، مؤكداً أن تركيا اجتازت أصعب الاختبارات في الساحة السورية خلال الخمسة عشر عاماً الماضية، وتحملت التكلفة السياسية والاقتصادية من دون التفريط بالكرامة الإنسانية.
وتابع: “واجهنا فترات تُركنا فيها وحدنا، ودخلت عدة دول في تعاون تكتيكي مع تنظيمات إرهابية، لكننا لم نحد عن مسارنا”.
وأكد فيدان أن سوريا مستقرة وخالية من التدخلات الخارجية ستكون إضافة إيجابية كبيرة للمنطقة، وأن تركيا ستواصل الوقوف بحزم إلى جانب الشعب السوري، مشيراً إلى أن الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024 يمثل ميلاد صفحة أمل جديدة لشعب سوريا.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، تمكن الثوار السوريون من دخول العاصمة دمشق وإعلان انهيار نظام بشار الأسد.
وعن الحرب الروسية الأوكرانية، قال فيدان: “منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب، كان مبدؤنا واضحاً، وهو لا رابح في الحرب، ولا خاسر في السلام العادل”.
وأوضح أن تركيا بذلت جهوداً مكثفة لإنهاء الحرب عبر المفاوضات الدبلوماسية، مشيراً إلى أن إسطنبول لا تزال المنصة الوحيدة التي يمكن للأطراف من خلالها الاجتماع على المستوى الفني ومناقشة أسس السلام.
وأكد أن اجتماعات إسطنبول بين الروس والأوكرانيين تمثل دليلاً على الثقة الموضوعة في الدبلوماسية التركية، مشدداً على استعداد أنقرة لاتخاذ كل مبادرة ولعب دور تسهيلي لإعادة تأسيس طاولة السلام.
واستضافت إسطنبول جولات من المفاوضات المباشرة بين أوكرانيا وروسيا في مايو/أيار ويونيو/حزيران ويوليو/تموز 2025، وأسفرت عن اتفاقيات بشأن إطلاق سراح آلاف الأسرى من الجانبين.
















