وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان بأن طائرات حربية إسرائيلية نفّذَت سلسلة من الغارات الجوية استهدفت أماكن عدة في الجنوب.
وقال جيش الاحتلال في بيان إنه ضرب بنية تحتية تابعة لحزب الله في مناطق عدة بجنوب لبنان، تشمل ما وصفه بمجمع تدريب تستخدمه قوة الرضوان التابعة للجماعة المسلحة.
وأضاف الجيش أنه استهدف أيضا منشآت عسكرية وموقع إطلاق تابعاً لحزب الله.
في سياق متصل رفض الرئيس اللبناني جوزاف عون مساء الاثنين خلال لقائه الموفد الرئاسي الفرنسي الوزير السابق جان إيف لودريان في قصر الرئاسة ببيروت، الاتهامات الأمريكية التي للجيش اللبناني بالتقاعس عن أداء مهامه في جنوب نهر الليطاني، مؤكدًا أن هذه الادعاءات "لا أساس لها من الصحة"، وفقاً لبيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.
تأتي هذه التصريحات ردّاً على اعتراضات سابقة من أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي بينهم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، على بيان أصدره الجيش اللبناني وصف فيه إسرائيل بـ"العدو"، وتندد قوات إسرائيلية بإطلاق النار على عناصر من قوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل).
وكتب غراهام في منشور على إكس أن قائد الجيش اللبناني، بسبب وصفه إسرائيل بالعدو وجهوده الضعيفة أو شبه المعدومة لنزع سلاح حزب الله، يشكّل "انتكاسة كبيرة للجهود الرامية إلى دفع لبنان إلى الأمام"، وأضاف أن ذلك يجعل الجيش "استثمارًا غير مُجدٍ للولايات المتحدة".
ردّاً على ذلك قال عون إن الجيش اللبناني منذ نشره قبل عام في جنوب نهر الليطاني "نفّذ مهمته كاملة في كل المناطق التي حضر فيها، وفقد 12 شهيداًفي أثناء تأديته مهامه وفق ما حددته قيادة الجيش".
وأشار إلى أن ذلك "أكدته قيادة القوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل)، وشهد ذلك كل من زار الجنوب مؤخراً، ومنهم سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن".
وأضاف أن الجيش في "جهوزية تامة للتعاون مع لجنة الميكانيزم التي نوَّه رئيسها بفاعلية الجيش وقيامهم بواجبهم كاملًا". وأوضح أن القول بأن الجيش "لا ينفذ مهمته كما يجب" هو "ادعاء غير صحيح ورفض جملة وتفصيلاً".
وتأسست لجنة "الميكانيزم" بموجب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، وتراقب تنفيذ الاتفاق، وتضمّ لبنان وفرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة وقوة يونيفيل.
وأكّد عون أن الاجتماع المقبل للجنة المقرر في 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري "سيبحث النقاط المطروحة وفق الأولويات المحددة". وشدد على أن "القوات الإسرائيلية تواصل تدمير المنازل والممتلكات، ولا تتيح المجال للجيش واليونيفيل ولجنة الميكانيزم للتأكد من خلوها من العناصر المسلحة".
وعن مرحلة ما بعد انسحاب قوة اليونيفيل نهاية عام 2026، أوضح عون للموفد الفرنسي أن لبنان يرحب برغبة دول الاتحاد الأوروبي في "استمرار مساهمتها في حفظ الأمن على الحدود، بالتعاون مع الجيش اللبناني"، بعد وضع الأطر القانونية المناسبة لذلك.
من جانبه قال الموفد الرئاسي الفرنسي إلى بيروت جان إيف لودريان الاثنين، إن بلاده ستعقد اجتماعاً مرتقباً الأسبوع المقبل مع السعودية والولايات المتحدة لدعم خريطة طريق تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق نار طويل الأمد جنوب لبنان.
جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية اللبنانية عقب لقاء جمع لودريان بوزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، بحضور السفير الفرنسي هيرفي ماغرو.
وبحث اللقاء الأوضاع الراهنة في لبنان في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، والجهود التي تبذلها باريس لتفادي مخاطر اندلاع حرب إسرائيلية جديدة، وفقاً للبيان.
يُذكَر أن اتفاق وقف إطلاق النار أنهى عدواناً إسرائيلياً على لبنان في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ثم تحوّل إلى حرب شاملة في سبتمبر 2024 خلّفَت أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.
ومنذ سريان الاتفاق ارتكبت إسرائيل آلاف الخروقات التي أدّت إلى مقتل وإصابة مئات اللبنانيين، إضافة إلى دمار مادي واسع. ولا تزال إسرائيل تتحدى الاتفاق بمواصلة احتلالها خمسة تلال لبنانية في الجنوب سيطرت عليها خلال الحرب الأخيرة، إلى جانب مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.





















