وقالت المؤسستان المختصتان بشؤون الأسرى، في بيان مشترك، إن الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية، بصفتها جهة الاتصال الرسمية مع الجانب الإسرائيلي، أبلغتهما بـ"استشهاد عبد الرحمن سفيان محمد السباتين (21 عاماً) في سجون الاحتلال، وهو من بلدة حوسان بمحافظة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية".
وأشار البيان إلى أن السباتين "اعتقل في 24 يونيو/حزيران 2025، وتوفي في مستشفى شعاري تسيدك الإسرائيلي".
ولفت إلى أن "وفاة السباتين جاءت في سياق تصاعد الجرائم والانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية خلال الأشهر الماضية، فقد وثّقت منظمات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية ارتفاعاً في حالات الوفيات وظروف الاحتجاز القاسية، بما يشمل الحرمان من العلاج وسوء المعاملة".
وذكر البيان أنه "مع استشهاد السباتين، فإن أعداد شهداء الحركة الأسيرة منذ بدء حرب الإبادة تجاوزت المئة، وهو رقم غير نهائي".
وأضاف: "أعلنت المؤسسات (المعنية) عن هويات 85 منهم، بينما لا يزال العشرات من معتقلي غزة الشهداء رهن الإخفاء القسري، إلى جانب عشرات المعتقلين الذين جرى إعدامهم ميدانياً"، ولفت إلى أن "عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 (ممن عُرفت هوياتهم) ارتفع إلى 322".
“قتل بالبطيء”
من جانبها، قالت حركة حماس، إن وفاة الأسير الفلسطيني عبد الرحمن السباتين (21 عاماً) في السجون الإسرائيلية تمثل "جريمة جديدة، ودليلاً جديداً على سياسة القتل البطيء" بحق الأسرى الفلسطينيين.
وأضافت الحركة في بيان أن "استشهاد الأسير عبد الرحمن سفيان محمد السباتين من بلدة حوسان بمحافظة بيت لحم (جنوبي الضفة)، بعد تدهور وضعه الصحي في سجون الاحتلال، يمثل جريمة جديدة تضاف إلى سجل الانتهاكات المروّعة التي تمارسها إدارة السجون بحق الأسرى الفلسطينيين".
وأكدت أن الإعلان عن وفاة الأسير السباتين "يعد دليلاً جديداً على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها الاحتلال بحق الأسرى، عبر التعذيب وسوء المعاملة والتجويع والإهمال الطبي المتعمد، في ظل ظروف اعتقال قاسية وانتهاكات متصاعدة منذ بدء الحرب على غزة".
اعتقالات واسعة
وفي غضون ذلك، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، حملة اعتقالات واسعة في شمالي وشرقي الضفة الغربية، طالت نحو 100 فلسطيني، بينهم أسرى محررون وقيادات ونشطاء من حركة "حماس" و"الجبهة الشعبية".
ووفق شهود عيان، اقتحمت قوات عسكرية إسرائيلية مدن نابلس وسلفيت وبلدات في جنين وطولكرم وقلقيلية (شمال) ودينة أريحا (شرق) وبلدتي العيزرية وأبو ديس شرقي القدس.
ومن بين المعتقلين نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم في الحكومة الفلسطينية العاشرة ناصر الدين الشاعر، الذي جرى احتجازه والتحقيق معه ميدانياً قبل أن يُفرج عنه بعد ساعات، وكذلك اعتقل الأسير السابق محمد العارضة من منزله في بلدة عرابة إلى الجنوب من جنين.
764 وحدة استيطانية
وفي سياق ذي صلة، صدَّقت السلطات الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، على بناء 764 وحدة استيطانية جديدة بالضفة الغربية، ليرتفع عدد ما أقرته الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو إلى 51 ألفاً و370 وحدة، منذ توليها السلطة نهاية عام 2022.
وقالت القناة الإخبارية 7 العبرية، إن "المجلس الأعلى للتخطيط (التابع للإدارة المدنية الإسرائيلية) وافق اليوم الأربعاء، على خطط بناء 764 وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية".
وبحسب معطيات حركة "السلام الآن" الإسرائيلية، فإن أكثر من 700 ألف مستوطن يستوطنون في الضفة الغربية، بينهم نحو 250 ألف في القدس الشرقية.
وتؤكد الأمم المتحدة أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، ويقوّض إمكانية تنفيذ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، وتدعو منذ عقود إلى وقفه من دون جدوى.
وفي 22 أكتوبر/تشرين الاول الماضي، صدَّق الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي بقراءة تمهيدية على "مشروع قانون" لضم الضفة الغربية، في خطوة لاقت إدانات وانتقادات إقليمية ودولية عديدة.
وتأتي هذه النظرات في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية خلال الأسابيع الأخيرة، وما رافقها من مداهمات مكثفة واعتقالات في مدن وبلدات عدة، وسط توتر متزايد في المنطقة.
وتشهد الضفة الغربية تصعيداً غير مسبوق في هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين بعد عامين متواصلين من حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة.
واستهدفت الاعتداءات الفلسطينيين وممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم، ما أسفر عن استشهاد 1092 فلسطينياً، إضافة إلى نحو 11 ألف مصاب وأكثر من 21 ألف حالة اعتقال، وفق معطيات رسمية.



















