وشهدت أكثر من 2700 مدينة وبلدة في الولايات المتحدة، بينها واشنطن ونيويورك ولوس أنجلوس وشيكاغو، مظاهرات شارك فيها نحو 7 ملايين شخص، بحسب المنظمين، في ثاني تحرك من نوعه بعد احتجاجات مماثلة في يونيو/حزيران الماضي.
ورفع المحتجون لافتات كتب عليها شعارات مثل "لا أحد فوق القانون" و"ديمقراطية لا دكتاتورية"، معبرين عن خشيتهم من تراجع الحريات وتنامي نفوذ الجيش في الشؤون المدنية.
ورفض المحتجون قرارات ترمب المتعلقة بإرسال الحرس الوطني إلى الولايات التي يحكمها الديمقراطيون بحجة "الحفاظ على الأمن"، معتبرين أن وجود الجنود في الشوارع يهدف إلى "قمع حرية التعبير لا حمايتها".
وشاركت في تنظيم المظاهرات منظمات مجتمع مدني، من بينها الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية (ACLU)، إلى جانب هيئات تُعنى بقضايا الإجهاض والتعليم وضبط السلاح والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي، وجميعها تعارض سياسات الإدارة الحالية في مجال الحقوق المدنية.
وفي واشنطن، ألقى السيناتور المستقل بيرني ساندرز كلمة أمام المحتجين قرب نصب واشنطن التذكاري، قال فيها إن "ملايين المواطنين خرجوا اليوم، ليس لأنهم يكرهون أمريكا، بل لأنهم يحبونها"، مضيفاً: "في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا، رسالتنا واضحة: لا، أيها الرئيس ترمب، لا نريدك أنت أو أي ملك آخر أن يحكمنا".
ووصف السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي ترمب بأنه "زعيم استبدادي"، مؤكداً أن إدارته "تلحق الضرر بالبلاد وتضعف أسس الديمقراطية الأمريكية".
وفي ساحة تايمز بنيويورك، أفاد أحد المتطوعين لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بأن الشوارع امتلأت بالحشود من ميدان يونيون حتى وسط المدينة، في حين قدرت الشرطة عدد المتظاهرين في المدينة بنحو 100 ألف شخص، دون تسجيل أي أعمال شغب أو اعتقالات.
كما شهدت مدن أخرى مثل بوسطن وأتلانتا وبيتسبرغ وشيكاغو ولوس أنجلوس مظاهرات مماثلة، وشارك الآلاف في بلدات أصغر مثل بيثيسدا في منطقة واشنطن وساراسوتا بولاية فلوريدا.
وفي ساوث كارولاينا، ذكرت شبكة سي إن إن أنّ الشرطة احتجزت امرأة لوّحت بسلاح باتجاه المحتجين في أثناء مرورها بسيارتها.
من جانبها، قالت حركة "لا للملوك" على موقعها الإلكتروني إنّ إدارة ترمب "ترسل عملاء ملثمين إلى الشوارع وتعتقل الناس دون أوامر قضائية"، متهمة الرئيس بـ"تعريض الانتخابات للخطر وتقويض حماية البيئة والصحة العامة، والسماح للمليارديرات بالتربح فيما تعاني الأسر من ارتفاع تكاليف المعيشة".
وأضافت الحركة: "الرئيس يعتقد أن حكمه مطلق، لكن في أمريكا لا يوجد ملوك".
وفي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، ردّ ترمب على الانتقادات قائلاً: "يقولون إنهم يشيرون إليّ بالملك... أنا لست ملكاً"، في حين يرى معارضوه أن تصريحاته لا تنفي سعيه لترسيخ حكم استبدادي.
وتشير بيانات صادرة عن اتحاد جامعة هارفارد إلى أن وتيرة الاحتجاجات في الولاية الثانية لترمب ارتفعت مقارنة بالأولى، لتصبح حركة "لا للملوك" من أضخم التعبيرات الشعبية المعارضة في التاريخ الأمريكي الحديث.











