جاء ذلك في كلمة للرئيس التركي، اليوم الأربعاء، خلال اجتماع كتلة حزبه النيابية في مركز مؤتمرات حزب "العدالة والتنمية" بالعاصمة أنقرة.
وقال أردوغان، إن البرلمان التركي وحزب العدالة والتنمية أظهرا موقفاً مشرفاً في وجه الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة، وأفاد بأن "تركيا تفعل ما هو ضروري من دون تردد لإنهاء الإبادة الجماعية التي استشهد فيها 67 ألفاً من أهالي غزة، وأصيب نحو 170 ألف مظلوم، معظمهم أطفال ونساء".
وأردف: "نبذل جهوداً مكثفة على جميع الصعد من مساعدات إنسانية واتصالات دبلوماسية ووقف التجارة (مع إسرائيل) والاعتراف بدولة فلسطين"، وأشار إلى أن قضية الإبادة الجماعية في غزة وعدوان إسرائيل المتصاعد احتلا الصدارة دائماً في لقاءاته مع زعماء العالم.
وحذر الرئيس التركي من الكوارث التي قد تجرها حكومة إسرائيل، التي تتحرك بهوس "أرض الميعاد"، على منطقتنا إن لم يجرِ ردعها، وأضاف: "هدفنا هو ضمان الاستقرار الدائم في منطقتنا من دون مزيد من قتل الأبرياء أو الدمار أو نزيف الدماء والدموع".
وتابع أردوغان أن "إنهاء معاناة المظلومين في غزة المتواصلة منذ عامين هو أعظم أمنياتنا. نريد إخراج منطقتنا سريعاً من هذه الأزمة التي تعانيها عبر دعم جهود السلام التي يبذلها الرئيس الأمريكي (دونالد) ترمب"، وأكد أن حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" ردت بشكل إيجابي للغاية على خطة ترمب بشأن غزة، وأظهرت بوضوح إرادتها لتحقيق السلام.
ولفت أردوغان إلى أن "السلام ليس طائراً بجناح واحد"، مبيناً أن إلقاء عبء تحقيق السلام بأسره على عاتق حركة حماس والفلسطينيين ليس عادلاً ولا صحيحاً ولا واقعياً، وأكد أن أكبر عقبة أمام طريق السلام حالياً هي الاعتداءات الإسرائيلية.
وأكمل: "رغم الدعوات الصريحة من الرئيس ترمب، تواصل إسرائيل هجماتها التي تقوّض الأجواء الإيجابية. على إسرائيل وقف هجماتها فوراً إذا كانت تريد السلام حقاً"، وأوضح أن على الحكومة الإسرائيلية إدراك أنه لا يمكن تحقيق أي شيء بالدماء والمجازر والوحشية.
وتابع أردوغان: "على مدى عامين، تجاوزوا حتى هتلر في جرائم الإبادة الجماعية. حاصروا 2.5 مليون إنسان في مساحة 365 كيلومتراً مربعاً، ومارسوا ضدهم كل أنواع الظلم والوحشية. قتلوا الصحفيين والأطباء وعمال الإغاثة بإجرام. استخدموا التجويع سلاحاً فقتلوا الأطفال الأبرياء جوعاً".
وزاد الرئيس التركي: "حوّلوا غزة إلى ركام، ومع ذلك لم يستطيعوا كسر إرادة أهلها. لم يتمكنوا من إركاع أبنائها الأبطال الذين يدافعون عن أرضهم. جعلوا من غزة أكبر مقبرة للأطفال في العالم، لكنهم فشلوا في إخضاع شعبها".
ولفت أردوغان إلى أنه ما دام الظلم قائماً سيظل بالتأكيد هناك مظلومون يقاومونه، وما دام الاحتلال مستمراً سيظل هناك من ينهض في وجه المحتلين، وأشار إلى أن وقف إطلاق النار والسلام العادل هما الخياران الأكثر منطقية لإسرائيل وحماس، وأن المحادثات الجارية اليوم في شرم الشيخ المصرية بالغة الأهمية، معرباً عن أمله تلقي أخبار سارة.
وشدّد أردوغان على أن تركيا ستواصل بذل جهودها ولن تترك الفلسطينيين وحدهم أبداً، وأكمل: "كما نال إخواننا السوريون حريتهم، ستقام دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية بكل تأكيد".
وفي سياق حديثه عن مسار "تركيا بلا إرهاب"، قال أردوغان: "نحن متيقظون وحذرون تجاه أعمال التخريب، وندرك أنه يتعين علينا التحرك بسرعة في فترة تزداد فيها المخاطر الجيوسياسية".
وأضاف: "نحن ملزمون بارتباط غير قابل للتفكك بإخواننا الأكراد بدول الجوار في ظل صداقة الجمهورية التركية الجديرة بالثقة"، وتابع: "سنبني كأتراك وأكراد وعرب مستقبلنا معاً كما فعلنا قبل عشرة قرون اعتماداً على تاريخنا المشترك".