وفي الذكرى الثانية لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، قال أردوغان في تصريحات للصحفيين على متن طائرة عودته من أذربيجان، إن العالم بات يرى في غزة "صورة مصغّرة لنهاية العالم"، موضحاً أن عدد الضحايا تجاوز 67 ألف شهيد و169 ألف مصاب، بينما يُعتقد أن الأعداد الحقيقية أكبر بسبب وجود الآلاف تحت الأنقاض.
وأضاف أن ما ترتكبه إسرائيل من انتهاكات صارخة للقانون الدولي سيبقى "وصمة عار في تاريخ الإنسانية"، منتقداً صمت المجتمع الدولي ومواقف بعض الدول التي "تستخدم عبارات التبرير بينما يُقتل الأطفال وتُستهدف المستشفيات والأسواق والمدارس".
وبشأن سبل إنهاء الحرب في غزة، شدد أردوغان على أن الأولوية العاجلة هي وقف إطلاق النار الشامل وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون انقطاع، مؤكداً أن غزة "يجب أن تبقى أرضاً فلسطينية يديرها الفلسطينيون أنفسهم"، وأن تركيا تتابع من كثب مفاوضات شرم الشيخ وتشارك في كل جهد يسعى لتحقيق السلام.
وفي ما يتعلق باعتداء الاحتلال على "أسطول الصمود" المتجه إلى غزة، قال أردوغان إن الحادثة "كشفت للعالم عدم شرعية الحصار المفروض على غزة"، موضحاً أن تركيا تابعت تحركات الأسطول بالطائرات المسيّرة لحظة بلحظة، وأكد أن أنقرة "لن تتراجع عن الدفاع عن النشطاء وحقوقهم أمام انتهاكات إسرائيل".
وعن الوضع في سوريا، أكد الرئيس التركي أن بلاده ودمشق متفقتان على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، مشدداً على أن تنظيم YPG الإرهابي لا يلتزم اتفاق 10 مارس/آذار ويتحرك بتحريض من إسرائيل. وقال إن "التحالف بين الأتراك والأكراد والعرب هو مفتاح السلام الدائم في المنطقة".
وفي 10 مارس/آذار الماضي، وقّع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد ما تعرف بـ"قسد" فرهاد عبدي شاهين، اتفاقاً لإدماج المؤسسات المدنية والعسكرية شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة، بما فيها المعابر والمطار وحقول النفط والغاز، وتأكيد وحدة أراضي البلاد، لكن التنظيم الإرهابي نقض الاتفاق أكثر من مرة.
وتبذل الحكومة السورية جهوداً مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ الإطاحة، في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 بنظام بشار الأسد، بعد 24 سنة أمضاها في الحكم.
وفي سياق الوساطة التركية بين الولايات المتحدة وحركة حماس، أوضح أردوغان أن تركيا "تدافع عن حقوق المظلومين في غزة كما تدافع عن نفسها"، مشيراً إلى أن التواصل مع حماس مستمر، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب طلب من تركيا لعب دور الوسيط لإقناع الحركة بخطة وقف إطلاق النار. وأضاف أن أنقرة "تحركت سريعاً للتواصل مع الأطراف" وأن حماس أبدت "استعداداً للحوار والسلام".
وبدعم أمريكي خلّفت الإبادة الإسرائيلية في غزة 67 ألفاً و173 قتيلاً و169 ألفاً و780 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينياً بينهم 154 طفلاً.
ومنذ الاثنين، تجري إسرائيل وحركة "حماس" في مصر مفاوضات غير مباشرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، بناء على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
أما بشأن العلاقات الدفاعية مع واشنطن وصفقة طائرات F-35، فقد وصف أردوغان مباحثاته الأخيرة مع ترمب بـ"الإيجابية"، مشيراً إلى أن بلاده تلقت رسائل مطمئنة بشأن ملف F-35 والعقوبات الأمريكية (CAATSA).
وأكد الرئيس أردوغان أن استبعاد تركيا من المشروع "غير مبرر"، معرباً عن توقعه خطوات ملموسة قريباً لتحسين العلاقات الدفاعية بين البلدين.
والشهر الماضي، قال الرئيس أردوغان إن تركيا ستتفاوض على شراء طائرات "إف-35" المقاتلة خلال لقائه نظيره الأمريكي دونالد ترمب بعد زيارته واشنطن.
وقال أردوغان: "سنتفاوض الآن بشأن هذا الأمر مرة أخرى. نتوقع أن تقوم الولايات المتحدة بما يتعين عليها فعله، سواء فيما يتعلق بطائرات F-35 أو بمسألة طائرات F-16 وإنتاجها وصيانتها، وما إلى ذلك".
على صعيد آخر، شدد الرئيس التركي أن منظمة الدول التركية تجاوزت إطارها الثقافي لتتحول إلى منصة تضامن استراتيجي بين أعضائها، مشيراً إلى استعداد الدول الأعضاء لمواجهة مختلف الاحتمالات في ظل التوترات العالمية.
وشدد أردوغان على أهمية تعزيز التعاون في أمن الحدود والمجال السيبراني وزيادة الإنفاق الدفاعي.