واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، مدينة البيرة ومخيم الأمعري وبلدة كفر عقب، وانتشرت في أحياء واسعة بينها البالوع والمنطقة الصناعية والماصيون وأم الشرايط وجبل الطويل.
وأقام جيش الاحتلال حواجز عسكرية في الشوارع الرئيسية وعرقل حركة المرور، واحتجز عدداً من الفلسطينيين واعتدى عليهم بالضرب، وأنزل أعلاماً فلسطينية عن أعمدة ومحال تجارية.
وذكرت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن جيش الاحتلال حوّل المسجد العمري الكبير في مدينة البيرة إلى مركز تحقيق ميداني للمحتجزين، وأطلق قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه تجمعات مدنية ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق.
واعتقلت قوات الاحتلال 15 مواطناً على الأقل خلال حملة مداهمة واسعة في مدينة البيرة ومخيم الجلزون شمال رام الله، إلى جانب اعتقالات أخرى في بلدات كفر نعمة غرباً ومخيم الأمعري جنوباً.
وفي محيط مخيم الأمعري، أصيب شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال في القدم، ونُقل إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله.
إصابات واعتقالات واسعة
وفي بلدة عرابة جنوبي جنين، أصيب طفل فلسطيني يبلغ من العمر 12 عاماً برصاص الاحتلال، ونقلته طواقم الهلال الأحمر إلى المستشفى، بينما أصيب شاب آخر واعتُقل آخر خلال مواجهات في بلدة كفر عقب شمالي القدس المحتلة، إذ سُجلت عشرات حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع.
وفي محافظة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال 4 مواطنين من بلدة إذنا غربي المدينة واستولت على جرارين زراعيين، كما اعتقلت أربعة آخرين من بلدة بيت أمر شمال الخليل واقتادتهم إلى معسكر "عصيون".
واعتقلت كذلك مواطناً من حي تل الرميدة وسط المدينة، وفرضت حظر تجول على عدة أحياء شرقي الخليل بحجة الاحتفالات بالأعياد اليهودية.
ووفق تقرير مشترك لنادي الأسير الفلسطيني ومؤسسة الضمير وهيئة شؤون الأسرى، فإن قوات الاحتلال اعتقلت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 20 ألف فلسطيني في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، بينهم 1600 طفل و595 سيدة و202 صحفي و360 طبيباً، فيما استشهد 77 أسيراً على الأقل في سجون الاحتلال منذ ذلك التاريخ.
وأشار التقرير إلى أن عدد الأسرى والمعتقلين المتبقين في السجون الإسرائيلية يتجاوز 11 ألفاً و100، بينهم 3544 معتقلاً إدارياً و400 طفل و53 أسيرة بينهن طفلتان.
المستوطنون يقتحمون الأقصى ويقتلعون أشجار زيتون
في جنوب الضفة الغربية، اقتلعت قوات الاحتلال والمستوطنون 150 شجرة زيتون في قرية أم الخير بمسافر يطا جنوبي الخليل، ودمّروا سياجاً زراعياً وأسلاكاً شائكة قرب مستوطنة "كرمائيل" المقامة على أراضي المواطنين.
وفي رام الله، هاجم مستوطنون منازل الفلسطينيين في بلدة ترمسعيا شمالي المدينة، واعتدوا على عدد من عمال البناء، بينما اعتقل جيش الاحتلال شاباً فلسطينياً خلال اقتحامه البلدة.
وفي القدس المحتلة، اقتحم مئات المستوطنين باحات المسجد الأقصى صباح الثلاثاء تحت حماية قوات الاحتلال من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوساً تلمودية بمناسبة عيد "العرش العبري".
ووفق دائرة الأوقاف الإسلامية، شارك 743 مستوطناً في الاقتحام، ورددوا أغاني ورقصات استفزازية أمام قبة الصخرة.
وقالت وزارة الأوقاف الفلسطينية في تقريرها الشهري الثلاثاء، إن المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى 26 مرة خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي، بينما منع جيش الاحتلال رفع الأذان في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل 92 مرة.
وبموازاة حرب الإبادة بقطاع غزة، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنون بالضفة، بما فيها القدس المحتلة، ما لا يقل عن 1048 فلسطينياً، وأصابوا نحو 10 آلاف و300، إضافة لاعتقال أكثر من 19 ألفاً بينهم 400 طفل، بحسب معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفاً و173 شهيداً، و169 ألفاً و780 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينياً بينهم 154 طفلاً.