وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان: "جرى اليوم (الاثنين) ترحيل 171 ناشطاً إضافياً من أسطول الصمود من إسرائيل إلى اليونان وسلوفاكيا".
وأضافت أن "المرحّلين مواطنون من اليونان وإيطاليا وفرنسا وأيرلندا والسويد وبولندا وألمانيا وبلغاريا، بالإضافة إلى ليتوانيا والنمسا ولوكسمبورغ وفنلندا والدنمارك"، فضلاً عن "سلوفاكيا وسويسرا والنرويج والمملكة المتحدة وصربيا والولايات المتحدة الأمريكية".
ولم توضح وزارة الخارجية الإسرائيلية عدد الناشطين الذين ما زالوا قيد الاعتقال، بعد أن جرى في الأيام الماضية ترحيل عشرات الناشطين إلى دول مختلفة.
بدورها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن الناشطين نقلوا على متن طائرتين مستأجرتين من الحكومتين اليونانية والسلوفاكية، من مطار رامون جنوب إسرائيل، وأشارت إلى أن الطائرة اليونانية أقلت 161 ناشطاً بمن فيهم جريتا ثونبرغ، أما الطائرة السلوفاكية فقد أقلت 10 ناشطين.
سوء معاملة وتعذيب
وفي وقت سابق الاثنين، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن "عشرات المحاضر لمعتقلين مَثُلوا أمام محكمة مراجعة الاحتجاز الإسرائيلية، تُظهر أن معظمهم قالوا إنهم مُنعوا من استشارة محامٍ قبل جلسات الاستماع، ورفضوا التحدث مع القضاة".
ورغم نفي وزارة الخارجية الإسرائيلية ذلك، فإن عدداً من المفرج عنهم تحدث عن انتهاكات مارستها تل أبيب بحقهم، من خلال التجويع والإذلال، فيما أكد بعضهم أنهم اضطروا لشرب مياه الصرف الصحي.
وتابعت هآرتس: "اعترض المحامون القلائل الذين حضروا الجلسات من حيث المبدأ على تطبيق قانون الدخول الإسرائيلي على أفراد أُدخلوا إلى الأراضي الإسرائيلية رغماً عنهم من جانب القوات العسكرية، ولكن القضاة رفضوا هذه الحجة".
الصحيفة نقلت عن ناشط نرويجي معتقل -لم تسمّه- قوله للقاضي إيتيل جيفاون: "وضعونا في حرٍّ شديد، وحرمونا من الماء"، وأضاف: "حرصوا على أن نشعر بعدم الراحة، وعندما حاولنا النوم طلبوا (القائمون على السجن) من ضباط شرطة أن يصرخوا علينا. لقد عذبونا".
نزع الحجاب
وصفت إحدى المحتجزات تعرضها لشتائم من موظفي أمن السجن الذين نزعوا عنها حجابها بالقوة، كما شهدت أخرى بأنها أُجبرت على خلع حجابها"، وفقاً للصحيفة.
وقالت محتجزة ثالثة، وهي يونانية: "طلبتُ محامياً فقالوا لي أن أبحث عن محامٍ في غزة، وحرموني من الماء، لقد عذبوني، هذه ليست دولة ديمقراطية، أريد التحدث مع السفارة"، وتابعت: "لا أستحق هذه المعاملة، لستُ مجرمة. في سالونيك (باليونان)، توجد جالية يهودية كبيرة عانت في ظل النازية، وقد شاركتُ في أنشطة مع جماعات يهودية".
ضرب من الشرطة
كما تحدث معتقلان آخران عن عنف الشرطة، فقال إيطالي إنه تعرَّض للضرب في الميناء (أسدود) على يد الشرطة، فيما أفاد ناشط صربي بتعرضه للضرب في أثناء نقله إلى حافلة.
وبحسب هآرتس، "ظهرت في شهادات عديدة شكوى المعتقلين المتكررة من حرمانهم للماء من جانب مصلحة السجون"، وأضافت: "تُظهر المحاضر أن جلسات الاستماع عُقدت بتتابع سريع، لدرجة أن أقوال المعتقلين في قاعة محكمة القاضية راشيل شرم كانت شبه متطابقة".
وتابعت: "في جلسات عدة، وردت أقوال المعتقلين على النحو التالي: يطلب العودة إلى بلده، يحمل جواز سفر ساري المفعول، يطلب مكالمة هاتفية"، وأردفت: "في كل جلسة، صرّح المشاركون من بلدان مختلفة: أحتاج إلى ماء وفراش. أحتاج إلى ماء وطعام. أنا عطشان".
وأضافت أنه "ظهرت شهادات مماثلة (في هذا الشأن) من ناشطين من هولندا وليبيا وبولندا ودول أخرى".
بلا محام
ومن الشكاوى المتكررة أيضاً منع الناشطين المحتجزين من الاستعانة بمحام، وفقاً للصحيفة التي قالت: "تشير المحاضر إلى عدم اليقين بشأن حضور المحامين"، وتابعت: "وبينما تُشير سجلات إلى وجود محامين يمثلون المعتقلين، تشير أخرى إلى أن معتقلين عديدين رفضوا التحدث لحين تمكنهم من استشارة محاميهم".
وبحسب الصحيفة "عُقدت مئات الجلسات خلال عطلة نهاية الأسبوع"، واستعرضت 288 محضراً قضائياً يتعلق بمعتقلي "أسطول الصمود".
والأحد، أفادت منظمة "عدالة" الحقوقية الفلسطينية في إسرائيل، التي تمثل معظم الناشطين المعتقلين، ببيان يرصد جانباً من الانتهاكات بحقهم، وتحدثت نقلاً عن شهادات معتقلين، عن تقييد الأيدي لساعات وإجبارهم على الجلوس أو الركوع تحت أشعة الشمس، والتعرض للركل والضرب، والإساءة اللفظية ذات الدلالات العنصرية.
ومساء الأربعاء، هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي عشرات السفن التابعة للأسطول في المياه الدولية قبالة غزة، وصادر مساعدات إنسانية، واحتجز بشكل غير قانوني أكثر من 500 ناشط مدني من جنسيات عديدة، ورحّل بعضهم.
وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس/آذار الماضي المعابر المؤدية إلى غزة مانعة دخول أي مواد غذائية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وأحياناً تسمح إسرائيل بدخول مساعدات قليلة جداً لا تنهي المجاعة، ولا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة، إن إسرائيل تحميها.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفاً و160 شهيداً، و169 ألفاً و679 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينياً بينهم 154 طفلاً.