ونقلت الهيئة عن مصادر مطلعة لم تسمها، أن مسؤولين إسرائيليين أرسلوا برسالة إلى واشنطن تتضمن تفاصيل الخطة، التي تشمل بقاء الجيش في منطقة عازلة داخل حدود القطاع، ومحور فلادلفيا على الحدود مع مصر، ومنطقة "تلة الـ70" أو "تلة المنطار" شرق حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، التي تمنح سيطرة نارية وبصرية على مساحات واسعة من شمال القطاع، بما فيها مدينة غزة وبلدة ومخيم جباليا.
وأوضحت المصادر أن جيش الاحتلال سيبدأ الانسحاب تدريجياً بعد استعادة جميع المحتجزين، ليبقى مؤقتاً على الخط الأصفر داخل القطاع، ثم يتراجع لاحقاً إلى الخط الأحمر مع دخول قوات أجنبية بولاية أمريكية لإدارة الوضع الأمني، على أن يتمركز لاحقاً على الحدود مع الحفاظ على السيطرة على المحاور الاستراتيجية.
تصعيد عسكري وغارات متواصلة في قطاع غزة
وكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر الأحد غاراته على مناطق واسعة في قطاع غزة، مستهدفاً أحياء سكنية وخيام نازحين، ما أسفر عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة آخرين.
واستشهد أربعة فلسطينيين من منتظري المساعدات شمال غربي رفح، وأصيب آخرون إثر قصف مدفعي على خيام النازحين شرق خان يونس، فيما شنت مقاتلات غارات على شمال المدينة ضمن آلية توزيع المساعدات التي يرفضها الفلسطينيون والأمم المتحدة ويصفونها بـ"مصايد الموت".
كما استشهد فلسطيني وأُصيب آخرون في قصف طال طوابق عليا لمبانٍ سكنية في حي الصبرة شمال مدينة غزة، واستهدفت المدفعية مفترق حي الشجاعية ومناطق شمال مخيم البريج.
وفي محور نتساريم، استشهد فلسطيني وأُصيب آخرون قرب مركز التوزيع، وشمل القصف مبنى جامعة الأزهر ومناطق شرقي مخيم المغازي وشمالي مخيم البريج.
وجاءت الغارات في وقت أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن حركة حماس باتت "مستعدة لسلام دائم"، داعياً تل أبيب إلى وقف القصف فوراً لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، فيما أعلنت مصر استضافة وفدين من إسرائيل وحماس الاثنين المقبل لمناقشة تفاصيل صفقة التبادل وفق خطة ترمب، التي تتضمن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين ووقف إطلاق النار ونزع سلاح حماس.
وأكد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو دعمه الخطة واعتبرها “تحقق الأهداف الإسرائيلية من الحرب"، فيما ذكرت وسائل إعلام عبرية أن القيادة السياسية وجهت الجيش بـ"وقف عملية احتلال مدينة غزة وتقليص النشاط العسكري ليكون دفاعياً بحتاً"، رغم استمرار الغارات والهجمات على مختلف أنحاء القطاع.
وفي 29 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن ترمب خطة تتألف من 20 بنداً، بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس.
وخلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الأمريكي بالبيت الأبيض الاثنين الماضي، أعلن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو "دعم خطة ترمب"، معتبراً أنها "تحقق الأهداف الإسرائيلية من الحرب".
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيراً إسرائيلياً في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها نحو 11 ألفاً و100 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، استشهد العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 67 ألفاً و74 شهيداً، و169 ألفاً و430 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 459 فلسطينياً بينهم 154 طفلاً.