ووصل الناشطون على متن رحلة مجدولة لشركة "طيران أوروبا" قادمة من تل أبيب، بينهم 21 إسبانياً، فيما ينتمي البقية إلى البرتغال وهولندا.
وكان في استقبالهم بمطار أدولفو سواريز باراخاس حشد من المؤيدين، بينهم شخصيات سياسية بارزة مثل رئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو، ووزيرة الصحة الإسبانية مونيكا غارسيا، وزعيمة حزب "بوديموس" أيوني بيلارا، إلى جانب أعضاء في البرلمان المحلي والأحزاب اليسارية.
ورفع المشاركون في الاستقبال شعارات من قبيل: "فلسطين حرة" و"نتنياهو مجرم" و"إسرائيل المحتلة"، فيما أدانت الوزيرة غارسيا ما وصفته بـ"الاختطاف غير القانوني" للناشطين، مؤكدة دعمها للمظاهرات التي خرجت في إسبانيا رفضاً لما وصفته بـ"الإبادة الجماعية في غزة".
من جهتها، وصفت بيلارا إسرائيل بـ"الدولة الإرهابية"، وطالبت بقطع العلاقات معها والإفراج الفوري عن جميع المحتجزين.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن المفرج عنهم وقعوا على وثيقة فرضتها السلطات الإسرائيلية تقرّ بدخولهم "غير القانوني"، بينما رفض 28 إسبانياً التوقيع ولا يزالون قيد الاعتقال.
وفي هذا الصدد، أكد وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس أن مدريد تتابع أوضاع مواطنيها يومياً، بما في ذلك توفير الطعام والرعاية الصحية لهم، مذكرًا بأن بعضهم يتمتع بحصانة برلمانية.
مظاهرات في أوروبا واعتصامات في تونس
وفي هولندا، شهدت العاصمة أمستردام مظاهرة حاشدة الأحد شارك فيها نحو 250 ألف شخص، احتجاجاً على سياسات الحكومة المؤيدة لإسرائيل، ورفضاً لما وصفوه بـ"الإبادة الجماعية في غزة".
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بمقاطعة إسرائيل ووقف الدعم العسكري والسياسي لها، معتبرين أن الحشد هو الأكبر في تاريخ البلاد دعماً لفلسطين.
أما في تونس، فيواصل ناشطون اعتصاماً مفتوحاً أمام السفارة الأمريكية بالعاصمة لليوم الثالث على التوالي، للمطالبة بالإفراج عن معتقلي "أسطول الصمود"، بينهم تونسيون.
وأكدت عضوة هيئة التسيير في الأسطول المغاربي جواهر شنة أن المحامين تمكنوا أخيراً من زيارة جميع المشاركين التونسيين في السجون الإسرائيلية، لافتة إلى أنهم بخير رغم مواصلتهم إضرابًا مفتوحًا عن الطعام.
واستولت إسرائيل، الأربعاء، على 42 سفينة من "أسطول الصمود العالمي" واعتقلت المئات من الناشطين الدوليين، قبل أن تبدأ الجمعة بترحيل بعضهم.
وفي وقت سابق الأحد، وصل 10 ناشطين تونسيين إلى مطار قرطاج الدولي بعد الإفراج عنهم، بينما لا يزال 15 آخرون رهن الاعتقال.
وأكد الأسطول المغاربي أن جميع النشطاء صدر بحقهم قرار بالترحيل، وأن الإفراج عنهم سيجري تباعاً، مشدداً على استمرار الاعتصامات حتى عودة كافة المشاركين إلى أوطانهم.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 67 ألفاً و139 شهيداً، و169 ألفاً و583 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينياً بينهم 154 طفلاً.