وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، اليوم الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى "67 ألفاً و139 شهيداً، و169 ألفاً و583 مصاباً".
وأضافت الوزارة في بيان إحصائي يومي، أن مستشفيات القطاع استقبلت "65 شهيداً (بينهم اثنان انتشال) و153 مصاباً"، خلال 24 ساعة الماضية جراء استمرار الهجمات الإسرائيلية.
جاء ذلك رغم مزاعم تل أبيب تقليص العمليات العسكرية بالقطاع، إذ تحدثت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي وهيئة البث العبرية الرسمية السبت، عن توجيه القيادة السياسية بوقف عملية احتلال مدينة غزة و"تقليص النشاط العسكري في القطاع ليكون دفاعيا بحتا".
فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي السبت الاستعداد لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للإفراج الفوري عن جميع الأسرى الإسرائيليين، والمكونة من 20 بنداً بينها نزع سلاح حركة حماس.
وفي السياق، أكدت الوزارة وجود ضحايا تحت ركام المنازل المدمرة وفي الطرقات، إذ تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.
وأوضحت أن حصيلة الضحايا من منتظري المساعدات ارتفعت منذ 27 مايو/أيار الماضي إلى "ألفين و605 شهداء، وأكثر من 19 ألفاً و124 مصاباً"، وأشارت إلى أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الـ24 الماضية "شهيدين، و30 مصاباً" من منتظري المساعدات.
وذكرت الوزارة أن حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ استئناف إسرائيل إبادتها في 18 مارس/آذار الماضي ارتفعت إلى "13 ألفاً و549 شهيداً، و57 ألفاً و542 مصاباً".
نزوح من غزة
وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الأحد، إن الهجوم العسكري على مدينة غزة أدى إلى نزوح نحو 900 ألف فلسطيني نحو جنوب القطاع المدمر.
وأضاف كاتس خلال خطاب في القدس أن "قرار السيطرة على غزة، وانهيار المباني المتعددة الطوابق، وكثافة عمليات الجيش الإسرائيلي في المدينة، كلها عوامل أدت إلى إجلاء ما يقارب 900 ألف من السكان نحو الجنوب، ما شكّل ضغطاً هائلاً على حماس والدول الداعمة لها".
جاء ذلك خلال كلمة لكاتس في مراسم إحياء ذكرى القتلى الإسرائيليين في حرب "يوم الغفران" (6 أكتوبر/تشرين الأول 1973)، وفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وزعم أن جيش الاحتلال سيبدأ قريباً تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى، وأضاف أنه "يتوقع قريبا تنفيذ المرحلة الأولى من خطة تامب"، وتابع: "إذا رفضت حماس إطلاق سراح المختطفين، فسيزيد الجيش مرة أخرى من كثافة النيران حتى هزيمتها وإطلاق سراح جميع المختطفين".
استمرار الهجمات
من جانبه، أكد الدفاع المدني الفلسطيني، اليوم الأحد، استمرار استهدافات جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
جاء ذلك في بيان صدر عن متحدث الدفاع المدني محمود بصل، تعقيباً على مواصلة إسرائيل هجماتها على القطاع وتجاهلها دعوة ترامب الجمعة إلى وقف القصف الفوري.
وقال بصل: "الاستهدافات الإسرائيلية مستمرة رغم الإعلان عن خطة الرئيس الأمريكي"، وشدد على أن إسرائيل تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى مدينة غزة، مضيفاً: "لم تدخل أي شاحنة تحمل مساعدات إلى مدينة غزة منذ بدء الحصار عليها".
عرقلة دخول المساعدات
وفي السياق ذاته، أفادت وسائل إعلام مصرية، اليوم الأحد، بأن الجانب الإسرائيلي يعرقل دخول بعض شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة دون تقديم أي توضيحات رسمية للأسباب.
وأفادت قناة "القاهرة الإخبارية" اليوم بـ"اصطفاف شاحنات قافلة المساعدات الإنسانية الـ45 تمهيداً لتحركها من مصر إلى قطاع غزة" ، مشيرة إلى أن القافلة تحمل آلاف الأطنان من المساعدات الإيوائية والسلع المتنوعة .
وأضافت أن مئات الشاحنات تحمل وجبات معلبة وبقوليات والأرز والدقيق والزيت والسكر وغيرها من المواد الغذائية بالإضافة إلى الأدوية والمستلزمات الطبية.
والجمعة، قال ترمب إنه يعتقد أن حركة "حماس" باتت "مستعدة لسلام دائم"، داعياً تل أبيب إلى وقف قصف غزة "فوراً" لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيراً إسرائيلياً بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفاً و100 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وجاءت تصريحات ترمب في إطار رده على بيان أعلنت فيه "حماس" موافقتها على الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين وفق مقترحه، وتسليم إدارة القطاع لهيئة فلسطينية من المستقلين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وإضافة إلى الشهداء والجرحى ومعظمهم أطفال ونساء، خلفت الإبادة ما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 459 فلسطينياً بينهم 154 طفلاً.