وذكر الحية في تصريحات تليفزيونية ونشرتها حماس عبر قناتها بمنصة تيلغرام أنّ وفد الحركة جاء إلى شرم الشيخ في مصر لإجراء مفاوضات مسؤولة وجادة لوقف الحرب على غزة، منوهاً بأنّ الاحتلال الإسرائيلي شن حرباً مجنونة على القطاع على مدار عامين.
وتابع قائلاً: “وفد الحركة يحمل أهداف وطموح الشعب الفلسطيني في الاستقرار، وإقامة الدولة، وتقرير المصير”، مشيداً بالجهود التي بذلتها الدول الإسلامية والعربية والرئيس الأمريكي دونالد ترمب من أجل وقف الحرب نهائياً.
وشدد على أن وفد حماس جاء "بهدف مباشر لإنهاء الحرب، وتبادل الأسرى والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين"، معرباً في الوقت نفسه عن استعداد الحركة بكل مسؤولية لوقف الحرب.
وأعرب الحية عن أسفه لاستمرار القتل والقصف والدمار وقطع المساعدات، خصوصاً في شمال القطاع، رغم إعلان استعدادهم وموافقتهم على رؤية ترمب لإنهاء الحرب وانسحاب الاحتلال وتبادل الأسرى، لافتاً إلى أنّ "الاحتلال ينكث وعوده بشأن وقف الحرب ويجب وجود ضمانات بانتهاء العدوان تماماً".
مشاركة قطرية رفيعة
في غضون ذلك، يتوجه رئيس الوزراء وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن، صباح الأربعاء، إلى شرم الشيخ للانضمام إلى المفاوضات الجارية بشأن وقف الإبادة في غزة.
وفي تدوينة لمتحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، عبر حسابه بمنصة إكس، قال: "صباح غدٍ الأربعاء، يتوجه رئيس الوزراء وزير الخارجية إلى شرم الشيخ للانضمام إلى المفاوضات الجارية بين الأطراف المعنية بشأن غزة، وذلك في ظل تكثيف الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى التوصل إلى وقفٍ دائمٍ لإطلاق النار".
وأضاف: "يأتي انضمام وزير الخارجية إلى الاجتماعات التي شارك فيها الوفد القطري خلال الأيام الماضية في مرحلة دقيقة من المشاورات، تأكيداً لعزم الوسطاء على التوصل إلى اتفاقٍ يُنهي الحرب الكارثية في قطاع غزة".
وقف إطلاق النار
في سياق متصل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إن إدارته ستبذل كل ما في وسعها لضمان التزام الجميع اتفاق وقف إطلاق النار المرتقب في قطاع غزة.
جاء ذلك في تصريحات للصحفيين، اليوم الثلاثاء، في أثناء استضافته رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في المكتب البيضاوي، تزامناً مع مرور عامين على الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأشار ترمب إلى أنّ وفداً من بلاده توجّه إلى مصر لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار في غزة، وأن وفداً آخر غادر للتوّ، مؤكداً أن عملية التفاوض مستمرة، وأضاف: "نحن منخرطون في مفاوضات جادة للغاية بشأن غزة، أعتقد أنه يمكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط"، لافتاً إلى أن دول المنطقة والمجتمع الدولي يدعمون الاتفاق.
وأجاب الرئيس الأمريكي عن سؤال حول الضمانات التي ستقدمها واشنطن لشركائها العرب بعدم استئناف إسرائيل هجماتها بعد إطلاق سراح الأسرى، وقال بهذا الخصوص: "الضمان الأهم هو أنه في حال التوصل إلى الاتفاق -وأقول إذا جرى التوصل إليه لأن المفاوضات لا تزال جارية– حينها سنبذل ما في وسعنا، نحن في موقف قوي للغاية، سنبذل قصارى جهدنا لضمان التزام الجميع الاتفاق".
وأفاد الرئيس الأمريكي بأن وقف إطلاق النار في غزة سيكون له أثر إيجابي في الشرق الأوسط بأكمله، وتابع: "على حد علمي، لا توجد دولة لا تدعم هذه الخطة (وقف الحرب)، لدينا فرصة حقيقية لإحداث تغيير في الشرق الأوسط".
إعادة المحتجزين
من جهتها قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين، اليوم الثلاثاء، إنها تلقت رسالة مكتوبة من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أكد فيها عزمه على إعادة الأسرى من قطاع غزة، والعمل على إنهاء الحرب في "الأيام المقبلة".
وقالت العائلات في بيان نشرته عبر منصة إكس إنّ ترمب قال في رسالته: "عقدت العزم على إعادة جميع الرهائن إلى ديارهم، وضمان القضاء على حماس".
وتقدّر تل أبيب وجود 48 أسيراً إسرائيلياً في غزة، منهم نحو 20 أحياء، فيما يقبع بسجونها نحو 11 ألفاً و100 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، قُتل عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ووفق البيان، قال ترمب في رسالته التي أرفقتها هيئة العائلات في تدوينتها: "ما زلت متمسكاً تماماً بالسعي الدؤوب نحو إنهاء سنوات الحروب التي لا تنتهي، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في جميع أنحاء العالم"، وتابع: "نصلّي من أجل أن ينتهي هذا الصراع (في إشارة إلى حرب غزة) في الأيام المقبلة".
والاثنين، بدأت جلسات غير مباشرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي في مدينة شرم الشيخ المصرية، لبحث تهيئة الأوضاع الميدانية ووضع آلية لتبادل الأسرى وفق خطة ترمب.
وفي 29 سبتمبر/أيلول الماضي أعلن ترمب خطة تتألف من 20 بنداً، بينها: تبادل الأسرى في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة في غزة، خلّفت 67 ألفاً و173 شهيداً، و169 ألفاً و780 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينياً، بينهم 154 طفلاً.