وأفادت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة، الثلاثاء، باستشهاد سبعة فلسطينيين جراء قصف وإطلاق نار إسرائيلي استهدف مناطق متفرقة منذ فجر اليوم، بينهم مواطن كان ينتظر المساعدات.
وأوضحت أن من بين الضحايا ثلاثة نُقلوا إلى مستشفى الشفاء، واثنين إلى مستشفى ناصر، وواحداً إلى مستشفى الأمل، وآخر إلى مستشفى الأقصى.
كما استشهد ثلاثة نازحين بانهيار جرف بحري على خيامهم في مواصي خان يونس، فيما أسفر قصف إسرائيلي على المحافظة عن استشهاد طفل ومواطن آخر وإصابة آخرين، بينهم ضحايا في شارع 5 ومنطقة بطن السمين جنوب المدينة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر إن 29 من أفراد طواقمها ارتقوا منذ بدء الحرب، في ظروف وصفتها بالمأساوية، بينهم مسعفون استُهدفوا بشكل مباشر في أثناء محاولتهم إنقاذ الطفلة هند رجاب (5 أعوام) وعائلتها في يناير/كانون الثاني 2025، إضافة إلى ثمانية آخرين استُهدفوا ودفنوا مع سيارات الإسعاف الخاصة بهم في مارس/آذار من العام نفسه.
وأشارت الجمعية إلى أن عديداً من مرافقها الطبية أُجبرت على الإغلاق جراء القصف وأوامر الإخلاء القسري، مؤكدة أن الطواقم الإنسانية تواصل عملها رغم النقص الحاد في الوقود والدواء والمواد الأساسية.
تداعيات إنسانية وصحية كارثية
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الهجمات الإسرائيلية المتواصلة تتسبب يوميًا بتيتيم 77 طفلاً، وتحويل 29 سيدة متزوجة إلى أرملة، فضلاً عن إجهاض 16 سيدة حامل في المتوسط، محذراً من التداعيات الكارثية على النسيج الاجتماعي في القطاع، خصوصاً الأطفال والنساء.
وفي بيان بمناسبة مرور عامين على بدء الحرب، أوضحت وزارة الصحة في غزة أن إسرائيل قتلت 67 ألفاً و173 فلسطينياً بينهم 20 ألفاً و179 طفلاً و10 آلاف و427 سيدة و4 آلاف و813 مسناً، إضافة إلى 1701 من الكوادر الطبية.
كما أصيب 169 ألفاً و780 آخرون خلال عامي الحرب، فيما حُرم 18 ألف مريض من السفر لتلقي العلاج، بينهم 5 آلاف و580 طفلاً.
وأكدت الوزارة أن 460 فلسطينياً بينهم 154 طفلاً توفوا نتيجة سوء التغذية، وأن أكثر من 51 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد، وسط توقف الإمدادات الطبية وارتفاع نسب النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية إلى مستويات خطيرة.
وأضافت الوزارة أن 25 مستشفى من أصل 38 خرجت عن الخدمة بشكل كامل، فيما تعمل البقية جزئياً بظروف صعبة. كما دُمر 103 مراكز للرعاية الصحية الأولية من أصل 157، إلى جانب عشرات محطات توليد الأكسجين والمولدات الكهربائية، مؤكدة أن المنظومة الصحية تعرضت لضربات "قاسمة وقاتلة". وأشارت إلى أن الحرب خلفت أيضًا نحو 4900 حالة بتر وإعاقة.
في السياق ذاته، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن قطاع غزة يعيش منذ عامين "كابوس الدمار والنزوح والجوع"، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، ومحاسبة المسؤولين عن الفظائع المرتكبة.
وأكدت الأونروا أن "الحزن والمعاناة والألم العميق هو واقع ملايين الفلسطينيين في غزة منذ عامين لم يعرفوا خلالهما سوى الدمار والخوف والموت".
وفي ختام بيانها، شددت الجمعية على أن رائحة الموت وأنقاض المنازل والمدارس والطرق باتت تهيمن على المشهد في القطاع، محذرة من كارثة إنسانية شاملة إذا استمرت القيود المفروضة على دخول المساعدات، وداعية المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لإنهاء ما وصفته بـ"المقتلة في غزة".
وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس/آذار الماضي المعابر المؤدية إلى غزة مانعة أي مواد غذائية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفاً و173 شهيداً، و169 ألفاً و780 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينياً بينهم 154 طفلاً.