وجرى الحفل بحضور الشرع وعقيلته لطيفة الدروبي، في قصر المؤتمرات بالعاصمة دمشق، وفق وكالة الأنباء السورية "سانا".
وكشف الشرع وحاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية عن الفئات النقدية الجديدة، معلنين بدء مرحلة تحول نقدي شاملة تهدف إلى تعزيز الثقة بالاقتصاد السوري.
وأكد المستشار المهندس عبد الله الشماع أن فريقاً من الخبراء السوريين تعاون مع الكوادر المركزية لتحليل الوضع والاطلاع على التجارب العالمية.
وأوضح أن الاستراتيجية تبلورت على أسس علمية لتضع المصرف المركزي في "موضعه الطبيعي بين المصارف المركزية حول العالم".
وأشار الشماع إلى أن الرؤية استندت إلى 5 ركائز هي: "السياسة النقدية والاستقرار السعري، سوق صرف متوازن وشفاف، قطاع مصرفي سليم، مدفوعات رقمية آمنة وتكامل مالي دولي وشمول مالي مستدام".
ووصف الشرع الحدث بأنه "عنوان لأفول مرحلة سابقة لا مأسوف عليها، وبداية مرحلة جديدة، يطمح لها الشعب السوري".
وحول الجانب التقني، أوضح الرئيس السوري أن "تعديل الأصفار ونزع صفرين من العملة القديمة إلى العملة الجديدة لا يعني تحسين الاقتصاد، وإنما هو سهولة التعامل بالعملة".
وشدّد على أن التحسّن الحقيقي يرتكز على زيادة الإنتاج وخفض البطالة وتحسين الحالة المصرفية، لأن "المصارف كالشرايين للاقتصاد".
ودعا الرئيس المواطنين إلى الهدوء خلال مرحلة التحول الحساسة، مؤكداً أن "أهم عامل فيها عدم حدوث حالة فزع بين الناس، وألا نتسارع لرمي العملة القديمة واستبدالها بالجديدة"، لأن الإلحاح في التبديل "قد يضر بسعر صرف الليرة السورية".
كما شدّد على ضرورة تبني ثقافة جديدة "تجرّم عملية المضاربة الوهمية من المنتفعين"، مع توفير السيولة بشكل تدريجي يمنع التضخم.
وفيما يخص التصاميم، أكّد الشرع أن العملة الجديدة تعبير عن "الهوية الوطنية الجديدة والابتعاد عن تقديس الأشخاص، إذ ذهبنا إلى حالات رمزية ذات صلة بالواقع السوري، فالأشخاص يذهبون ويأتون".
وأشار إلى استعادة "الذاكرة التاريخية القديمة للسلع التي تتوافر أساساً في سوريا" ضمن التصاميم، مؤكداً أن الاقتصاد يسير بخطوات مركزة، وأن ثمار هذا التأسيس "ستظهر تدريجياً" بفضل الموقع الجيوسياسي والإقبال الإقليمي والدولي الكبير على سوريا.
وشهد مبنى المصرف المركزي بدمشق عرضاً ليزرياً لفئات العملة السورية الجديدة، وفق ما أوردته قناة "الإخبارية" الرسمية.
ولا يزال السوريون يتعاملون بالعملة الورقية القديمة، التي تذكرهم بمآس عايشوها إبان النظام السابق، إذ وضعت صورة الرئيس المخلوع بشار الأسد على العملة من فئة ألفي ليرة (الدولار يساوي 11 ألف ليرة)، بينما وضعت صورة والده حافظ الأسد على فئة الألف ليرة.
كما يشكو السوريون ضعف القيمة الشرائية لتلك الأوراق النقدية، إذ يحتاج المواطن إلى حمل رزم منها، لشراء احتياجات يومية من الأسواق.
ومنذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، تجري الإدارة السورية الجديدة إصلاحات اقتصادية وسياسية لتحسين الأوضاع في البلاد.
















