وأوضحت إدارة منطقة كراسنودار عبر تطبيق "تليغرام" أن الدفاعات الجوية تصدت للهجوم، لكن سقوط طائرات مسيّرة تسبب في أضرار بالبنية التحتية للميناء واشتعال حريق دون وقوع إصابات.

ولم تُحدد السلطات طبيعة المرافق المتضررة، علماً بأن الميناء يضم محطة توابسي النفطية ومصفاة تابعة لشركة روسنفت، اللتين استُهدفتا مراراً بطائرات أوكرانية خلال العام الجاري.

وفي الميدان، قال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي اليوم السبت إن قواته ما زالت صامدة في مدينة بوكروفسك شرق البلاد رغم إعلان موسكو تطويقها، مؤكداً في منشور على "فيسبوك" أن "العملية الشاملة لتدمير قوات العدو وطردها من بوكروفسك مستمرة".

في سياق متصل، قُتل ستة أشخاص ليل السبت-الأحد في أوكرانيا جراء ضربات روسية وهجمات بطائرات مسيّرة، حسب مصادر قضائية.

وأعلن مكتب المدعي العام الأوكراني السبت، عبر تليغرام، أن "القوات الروسية هاجمت منطقتي دنيبروبيتروفسك وأوديسا"، مشيراً إلى "مقتل ستة أشخاص، بينهم طفلان"، فيما أفاد الحاكم إيفان فيدوروف بأن هجوماً روسياً على منطقة زابوريجيا (جنوب أوكرانيا) أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن نحو 58 ألف منزل.

وأعلن الجيش الأوكراني اليوم الأحد، ارتفاع عدد قتلى وجرحى العسكريين الروس منذ بداية الحرب على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير/شباط 2022، إلى نحو مليون و143 ألفاً و670 فرداً، بينهم 940 قتلوا، أو أصيبوا، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وتحاول روسيا منذ منتصف عام 2024 السيطرة على المدينة التي توصف بأنها "بوابة دونيتسك"، في إطار سعيها لإحكام السيطرة على المنطقة الأوكرانية التي أعلنت ضمها. وكانت بوكروفسك، التي بلغ عدد سكانها قبل الحرب نحو 70 ألف نسمة، دُمرت بالكامل وهُجرت من معظم سكانها.

ويُنظر إلى السيطرة على بوكروفسك على أنها أكبر مكسب روسي محتمل منذ سقوط مدينة أفدييفكا في أوائل 2024، بعد واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب. ومنذ ذلك الحين، تحقق موسكو تقدماً بطيئاً لكنه ثابت على طول جبهة تمتد لنحو ألف كيلومتر. وتؤكد كييف أن خسائرها على الأرض "هامشية"، بينما تصر موسكو على أنها تُحرز "مكاسب مهمة".

وأفادت القناة الروسية "زفيزدا" بأن جنوداً أوكرانيين استسلموا في بوكروفسك، ونشرت مقطع فيديو لرجلين قالت إنهما من القوات الأوكرانية. وردت كييف بأن العملية العسكرية الخاصة في المدينة مستمرة، نافية مقتل أفراد قواتها الخاصة الذين قالت موسكو إنها قضت عليهم جميعاً في غارة استهدفتهم.

كما أعلنت الدفاع الروسية إحباط محاولة وحدة أوكرانية الهروب من منطقة هريشين شمال غربي بوكروفسك، في وقت تعتبر فيه المعارك هناك حاسمة نظراً لاحتمال قطع خطوط الإمداد الأوكرانية. وأكد الجيش الأوكراني أن الوضع في المدينة "صعب ومتغير"، لكنه تمكن من "تحسين موقعه التكتيكي في بعض الأحياء".

وتسعى موسكو إلى السيطرة الكاملة على منطقة دونباس التي تضم مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك، بينما لا تزال أوكرانيا تحتفظ بنحو 10 بالمئة فقط من أراضي الإقليم البالغة مساحتها نحو خمسة آلاف كيلومتر مربع.

تصعيد روسي في زابوريجيا وأوديسا

وفي نفس السياق، قالت السلطات الأوكرانية اليوم الأحد إن هجوماً جوياً روسياً خلال الليل على منطقة زابوريجيا تسبب في انقطاع الكهرباء عن نحو 60 ألف شخص، ومقتل شخصين في منطقة أوديسا بجنوب البلاد. وأوضح حاكم زابوريجيا إيفان فيدوروف عبر "تليغرام" أن القصف أدى إلى إصابة شخصين آخرين وتدمير عدد من المباني، مؤكداً أن "الطواقم ستعيد التيار الكهربائي حالما يسمح الوضع الأمني بذلك".

وأشار فيدوروف إلى أن زابوريجيا تتعرض يومياً تقريباً لهجمات روسية بالمدفعية والصواريخ والطائرات المسيّرة، ما أسفر عن تدمير منازل ومرافق وقتل العشرات، مضيفاً أن الهجمات بلغت 800 غارة على 18 منطقة سكنية خلال 24 ساعة.

وذكرت خدمة الطوارئ الأوكرانية أن شخصين قتلا في هجوم بطائرات مسيرة على أوديسا، فيما ارتفع عدد قتلى غارة روسية على متجر في منطقة دنيبروبتروفسك أمس السبت إلى أربعة، بينهم طفلان.

ولم يصدر أي تعليق من موسكو على هذه الهجمات.

من جهة أخرى، نقلت وكالة "تاس" عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله اليوم الأحد إن تسوية الأزمة الأوكرانية تحتاج إلى "عمل دؤوب ومكثف على التفاصيل"، وليس إلى لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترمب، مضيفاً أن الجهود يجب أن تركز على الخطوات العملية لتحقيق حل دائم.

وفي 24 فبراير/شباط 2022 أطلقت روسيا عملية عسكرية بأوكرانيا وتشترط لإنهائها "تخلي" كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، ما دفع عواصم غربية في مقدمتها واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.