جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك بالعاصمة دمشق، مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس براك، عقب ثالث اجتماع بين الأطراف الثلاثة منذ يوليو/تموز الماضي.
وقال الشيباني: "شهدت محافظة السويداء أحداثاً أليمة تركت أثرها في قلب كل بيت سوري، فالألم السوري واحد".
وأضاف: "كما علمتنا التجارب، لا علاج للجراح إلا بعودتنا نحن السوريين لنجلس معاً ونضمد جراحنا بأيدينا ونفتح صفحة جديدة قوامها الوحدة والمصالحة والمصير المشترك".
وتابع: "وضعت الحكومة السورية خريطة طريق واضحة للعمل تكفل الحقوق وتدعم العدالة وتعزز الصلح المجتمعي وتفتح الطريق أمام تضميد الجراح التي آن لها أن تلتئم".
وأوضح الشيباني أن خريطة الطريق هذه تقوم على خطوات عملية بدعم الأردن والولايات المتحدة "أولاها محاسبة كل من اعتدى على المدنيين وممتلكاتهم وبالتنسيق الكامل مع المنظومة الأممية للتحقيق والتقصي".
وزاد "ثانية هذه الخطوات ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والطبية من دون انقطاع، وثالثتها تعويض المتضررين وترميم القرى والبلدات وتسهيل عودة النازحين".
وأضاف: "رابعة الخطوات إعادة الخدمات الأساسية وتهيئة الظروف لعودة الحياة الطبيعية وخامستها نشر قوات محلية من وزارة الداخلية لحماية الطرق وتأمين حركة الناس والتجارة".
وأردف الشيباني: "سادسة الخطوات، العمل على كشف مصير المفقودين وإعادة المحتجزين والمخطوفين إلى عائلاتهم من جميع الأطراف".
وتابع: "وأخيراً إطلاق مسار للمصالحة الداخلية يشارك فيه أبناء السويداء بجميع مكوناتهم".
وأكد على أن "السويداء لجميع أبنائها، ونعمل على إعادة الحياة الطبيعية إليها بعيداً عن الخلافات والنعرات".
وفي السياق، قال وزير الخارجية الأردني، إن "وحدة سوريا وأمنها واستقرارها ركيزة أساسية من أمن واستقرار المنطقة".
وأضاف: "نريد لسوريا أن تستقر وتنهض وتعيد البناء بعد سنوات من الدمار والمعاناة التي عاشها الشعب السوري والبدء بخطوات عملية نحو مستقبل مشرق لكل السوريين".
ولفت إلى أن "الأحداث التي شهدتها السويداء مأساوية، ولا بد من تجاوزها، ونؤكد على ضرورة محاسبة مرتكبي الانتهاكات الإنسانية وإيصال المساعدات الإنسانية".
وأوضح الصفدي أن "أمن جنوب سوريا هو امتداد لأمن الأردن واستقراره ضرورة لاستقرارنا"، وأدان "الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية ونطالب بوقفها".
ولم تشكل الإدارة السورية الجديدة، القائمة منذ أواخر ديسمبر/كانون الأول 2024، أي تهديد لتل أبيب، ورغم ذلك توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي مراراً داخل سوريا، وشن غارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر للجيش السوري.
ومراراً أدانت دمشق الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لسيادتها على أراضيها، وأكدت التزامها اتفاقية فصل القوات المبرمة بين الجانبين عام 1974، بينما أعلنت تل أبيب انهيار تلك الاتفاقية بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر 2024.
الصفدي أوضح أنه "توصلنا إلى خطة سورية-أردنية-أمريكية لتجاوز أحداث السويداء تحت سقف وحدة سوريا واستقرارها".
واعتبر أن "إسرائيل هي الجهة الوحيدة التي تريد تقسيم سوريا لأنها لا تريد لها أن تستقر"، مشدداً بالقول: "نرفض تقسيم سوريا وهذا ليس موقف الأردن وحده بل موقف عربي ودولي".
واستطرد "سوريا الآمنة المستقرة هي ضمان لأمن واستقرار المنطقة".
أما المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، فقال، إن "أمريكا ملتزمة مساعدة الحكومة السورية، وتدعم جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار".
وأضاف: "تعاونا مع سوريا والأردن في التوصل إلى خريطة طريق حول السويداء"، لافتاً إلى أن "الحكومة السورية اتخذت خطوات عملية تاريخية وتضمن السلم الأهلي".
وأكد على أن "الاستقرار في سوريا يجري بالتعاون والتنسيق بين أبناء الوطن وهذا يتحقق ببناء الثقة والأمل والتسامح".
وقال براك: "حريصون على دعم سوريا، وفي مايو/أيار الماضي اتخذ الرئيس ترمب قراراً برفع العقوبات عن سوريا، ونحن نريد مساعدتها لتستغل مواردها الخاصة ولتتمكن من إعادة البناء اعتماداً على ذاتها".
ورأى أن "خريطة الطريق التي توصلنا إليها بشأن السويداء مثال على الالتزام الأمريكي لدعم سوريا".
وفي يوليو/تموز الماضي، شهدت السويداء اشتباكات مسلحة دامت أسبوعاً بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، خلفت مئات القتلى، أعقبها اتفاق لوقف إطلاق النار بدأ سريانه في 19 من الشهر ذاته.
وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهوداً مكثفة لضمان أمن ووحدة واستقرار وسيادة البلاد، منذ الإطاحة في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 بنظام بشار الأسد بعد 24 سنة في الحكم (2000-2024).