تابعنا
أقيمت أول صلاة جمعة في مسجد آيا صوفيا بمدينة إسطنبول بحضور الرئيس التركي وشخصيات رسمية ومشاركة شعبية واسعة، وذلك بعد قرار إعادة افتتاحه للعبادة بعد 86 عاماً من تحويله إلى متحف.

بعد إغلاق دام 86 عاماً جذبت إقامة أول صلاة جمعة في "آيا صوفيا" أنظار العالم ووسائل الإعلام المختلفة.

وكان متحف آيا صوفيا قد عاد إلى أصله مسجداً بمرسوم أصدره الرئيس رجب طيب أردوغان، بعدما أبطلت محكمة عليا تركية مرسوماً قديماً بتحويله إلى متحف.

قناة "الجزيرة" القطرية نشرت حواراً على موقعها أجرته مع أول إمام لمسجد آيا صوفيا وهو الشيخ فروح مشتوار، وهو الإمام نفسه الذي رتل سورة الفتح داخل المسجد يوم 29 مايو/أيار الماضي، بمناسبة الاحتفالات بذكرى فتح القسطنطينية (إسطنبول)، وبعد أقل من شهرين من ذلك التاريخ تسلم الشيخ فروح قرار تعيينه أول إمام لمسجد آيا صوفيا بعد القرار التاريخي بتحويله إلى مسجد.

وحول شعوره بعد معرفته بقرار تعيينه قال مشتوار: "شعرت بسعادة غامرة وشرف وتكريم، لأن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) هو الذي بشر بفتح إسطنبول، وكان "آيا صوفيا" رمزاً للفتح".

وتابع مشتوار: "للأسف آيا صوفيا ظل مغلقاً سنوات عديدة، والآن يرجع لأصله، يا أخي أن تكون في محراب محمد الفاتح والأستاذ شمس الدين هو شعور لا يمكنك وصفه. لا أستطيع أن أقول أي شيء إلا أن أقول الحمد لله، وأن أدعو الله أن يجعلني أهلاً لهذا الشرف العظيم".

الموقع الإلكتروني لقناة "روسيا اليوم" من جهته تابع تحضيرات إقامة أول صلاة جمعة بمسجد آيا صوفيا من خلال نقله مقاطع فيديو عن وسائل إعلام تركية، تحت عنوان "بعد 86 عاماً.. آخر الاستعدادات لأول صلاة في آيا صوفيا".

وأظهر الفيديو الانتهاء من فرش سجاد مسجد آيا صوفيا، استعداداً لاستقبال المصلين، حيث سيتمكن نحو 1000 شخص من الصلاة، بعدما تم فرش المسجد بـ2000 متر من السجاد الفيروزي.

أما موقع "فرنسا 24" فعنون أحد أخباره الرئيسية بـ"نحو ألف مسلم يشاركون في أول صلاة جمعة بحضور أردوغان في آيا صوفيا بعد تحويلها لمسجد".

بينما تابع الموقع الإلكتروني لـ"رويترز" بالعربية الحدث بعدد من الأخبار التي رصدت التوافد الشعبي الضخم حول مسجد آيا صوفيا وكذلك وصول الرئيس رجب طيب أردوغان.

وكغيرها من وسائل إعلام متعددة تطرقت رويترز إلى لقطة طريفة بعنوان "تركيا تسمح للقطة جلي بالبقاء في آيا صوفيا بإسطنبول رغم تحويلها لمسجد".

وأصبحت القطة الرمادية اللون ذات العينين الخضراوين "أيقونة" مفضلة لدى زوار المكان، بمن فيهم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي التقط له مقطع فيديو عام 2009 وهو يربت على جسدها.

أوموت باهتشجي وهي مرشدة سياحية كانت قد أنشأت حساباً على "إنستغرام" للقطة جلي قبل 4 سنوات، أصبح عليه الآن 48 ألف متابع. ويمتلئ ذلك الحساب بصور تلك القطة، وبعضها مرتبط بأسماء سائحين مشهورين رأوا هذه القطة أو التقطوا صوراً معها.

"سي إن إن العربية" اكتفت بالتطرق والإعلان عن أول صلاة جمعة في المسجد، أما "بي بي سي عربي" فتجنبت التغطية الاستباقية والآنية للحدث، واكتفت بتغطية بعدية روتينية بخبر عنوانه "آيا صوفيا: أول صلاة جمعة بعد تحويله من متحف إلى مسجد".

الموقع الإلكتروني لجريدة "الشرق الأوسط" السعودية من لندن قال إن الرئيس أردوغان "حول الصلاة إلى مناسبة استعراض سياسي، إذ سيحضرها إلى جانب 500 شخصية عامة وجهت رئاسة هيئة الشؤون الدينية الدعوة إليهم للمشاركة فيها، إضافة إلى دعوة قادة دول حليفة".

وبالتزامن مع الحدث، نشر موقع "اليوم السابع" المصري مقالاً بعنوان "(آيا صوفيا) من متحف لمسجد ..آية من آيات التطرف"، قالت فيه الكاتبة بطريقة تعكس مقدار المرارة التي تشعر بها إن "متحف (آيا صوفيا) لا هو بمسجد ولا كنيسة فالتراث الثقافي قيمة إنسانية وإرث للبشر أجمعين"، متناسية أن آيا صوفيا كمسجد لا يتناقض مع كونه تراثاً ثقافياً وقيمة إنسانية، وإرثاً خالداً للبشرية.

من جانبها تغافلت وسائل الإعلام السعودية والإماراتية الرسمية والخاصة عن متابعة الحدث، ومنذ إعلان أردوغان قراره المتعلق بآيا صوفيا أبدت وسائل إعلام أبو ظبي والرياض رفضهما للخطوة.

وسبق لصحيفة "عكاظ" المقربة من الحكومة السعودية أن هاجمت قرار أردوغان واعتبرته "متاجرة"، وأفردت صفحة كاملة لمهاجمة القرار.

فيما اتجهت وسائل الإعلام الإماراتية للتعبير عن امتعاضها عبر اتهام الرئيس أردوغان بأنه "يثير فتنة دينية حول العالم" حسب ادعاء "العربية".

وفي 10 يوليو/تموز الجاري ألغت المحكمة الإدارية العليا التركية قرار مجلس الوزراء الصادر في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1934، بتحويل آيا صوفيا من جامع إلى متحف.

وبعد ذلك بيومين أعلن رئيس الشؤون الدينية علي أرباش، خلال زيارته آيا صوفيا، أن الصلوات الخمس ستقام يومياً في الجامع بانتظام، اعتباراً من الجمعة المقبل.

ويعدّ آيا صوفيا صرحاً فنياً ومعمارياً فريداً، يقع في منطقة السلطان أحمد في مدينة إسطنبول، واستُخدم لمدة 481 عاماً جامعاً، ثم تحول إلى متحف في 1934، وهو من أهم المعالم المعمارية في تاريخ منطقة الشرق الأوسط.

القطة "جلي"
TRT عربي