خطاب الرئيس التركي في الأمم المتحدة يتصدّر عناوين الصحف الإسرائيلية (TRT Arabi)
تابعنا

"إسرائيل لم تشبع بعد" بهذه الكلمات حرك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اهتمام العالم المنشغل عن القضية الفلسطينية أثناء خطابه الثلاثاء، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ74في نيويورك، مستعرضاً خارطة فلسطين قبل احتلال إسرائيل لها حتى اليوم، ليُظهر لرؤساء العالم الدمار الذي حل في الأراضي الفلسطينية التي تتقلص يوماً بعد يوم، حتى تكاد تتلاشى بسبب سياسة إسرائيل القائمة على الاستيطان ومصادرة الأراضي.

وقال أردوغان إن "حدود إسرائيل تتوسع على حساب فلسطين، وقد وصلنا إلى درجة انعدام حدود فلسطين، وإسرائيل لم تشبع بعد"، متسائلاً"لماذا لا يحرك العالم ساكناً في قضية فلسطين، ويراقب السياسات الإسرائيلية التي تقوم على استهداف المسجد الأقصى وفلسطين عموماً، وهل الغاية من المبادرة المطروحة على أنها صفقة القرن القضاء على دولة فلسطين ووجود شعبها بصورة تامة؟".

وانتقد الرئيس التركي عدم تطبيق القرارات التي صدرت في الأمم المتحددة بخصوص القضية الفلسطينية، مؤكداً أن "مشاهد القتل الوحشية لامرأة فلسطينية بريئة من قبل قوات الأمن الإسرائيلية إذا لم تحرك الضمير فلم يعد للكلام معنى".

وتابع قائلاً "الحل يكمن في تأسيس دولة فلسطينية بأسرع وقت ممكن، تكون مستقلة وأراضيها متجانسة على أساس حدود1967وعاصمتها القدس الشرقية".

ردود إسرائيلية غاضبة

تصريحات الرئيس التركي حول الاستيطان والاعتداءات الإسرائيلية على القدس والمسجد الأقصى أثارت غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتهم بقضايا فساد، والذي زعم بعد ذلك أن الرئيس التركي "لا يتوقف عن قول معلومات غير صحيحة عن إسرائيل".

وقال نتنياهو إنه ينصح الرئيس التركي "بالتوقف عن إسداء النصائح لإسرائيل".

من ناحيته، زعم المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون أن الرئيس التركي "يحرض على إسرائيل وهذا التحريض لا يمنحه الشرعية الدولية"، مدعياً أن"الرئيسين التركي والإيراني لا يكنان الحب لإسرائيل، ويبدو أن كرههما لها واضح".

وتناسى دانون حقيقة الاستيطان على أرض الواقع في الضفة الغربية، واعداً نتنياهو بضم مساحات واسعة في الأغوار.

التصريحات التركية أثارت ردود فعل غاضبة في إسرائيل أيضاً، إذ عبر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن رفضه للتصريحات، وقال "إن على الرئيس التركي التوقف عن نصح إسرائيل"، منتقداً "الدعم الذي تبديه تركيا للفلسطينيين".

ونقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن نائب رئيس الهستدروت الصهيوني العالمي يعكوف حاوجوإيل قوله إن "الرئيس التركي لا يكف عن استفزاز إسرائيل وشعبها.. ولكنني أنصحه بأن يتوقف عن ذلك"، زاعماً أن "الشعب الإسرائيلي هو أكثر شعب أخلاقية في العالم!".

من جانبه، رد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون الثلاثاء، على تعليق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً "المتهور والمتهم بقضايا فساد يحاول مرة أخرى صرف الانتباه عن مشاكله الداخلية".

وأضاف ألطون مخاطباً نتنياهو "أليس من الأفضل لك قضاء وقت في التحضير لجلسة المحاكمة الخاصة بك بدلاً من مهاجمة زعيم يمكنه الفوز في الانتخابات فعلاً؟" في إشارة منه إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

أردوغان.. دعم متواصل

لم يتوقف الرئيس التركي عن دعم القضية الفلسطينية وتسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين وفضح الممارسات الإسرائيلية بحقهم، مذ كان رئيساً للوزراء في تركيا، بدءاً من انسحابه من منتدى دافوس الاقتصادي عام2009 إثر مشادة حادة مع الرئيس الإسرائيلي على خلفية أحداث غزة، متهماً إسرائيل بقتل الفلسطينيين، وصولاً إلى مواقفه الراهنة التي يدافع فيها عن حقوق الشعب الفلسطيني.

وتعددت مواقف الرئيس التي لقيت ترحيباً عربياً وفلسطينياً، فقد سبق أن فضح الإرهاب الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، بحديثه عن اعتقال عشرات الجنود الإسرائيليين للطفل الفلسطيني فوزي الجنيدي، الذي استقبله فيما بعد بتركيا.

وقال أردوغان في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية بولاية شرناق جنوب شرقي تركيا، عام2017 إن "الاحتلال الإسرائيلي رفع من حدة إرهاب الدولة الذي يمارسه وبات يهاجم حتى الأطفال المصابين بمتلازمة داون والمقعدين على الكراسي المتحركة"، في إشارة منه إلى الشاب الفلسطيني محمد الطويل الذي اعتقله الجنود الإسرائيليون.

في السياق ذاته، كان للرئيس التركي دور كبير في مواجهة قرار الرئيس الأمريكي الذي اعترف بموجبه بالقدس عاصمة لإسرائيل في6 ديسمبر/كانون الأول2017، إذ قدمت تركيا واليمن مشروع قرار للأمم المتحدة يؤكد اعتبار مسألة القدس من قضايا الوضع النهائي، التي يتعين حلها عن طريق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لتقر الأمم المتحدة به بأغلبية 128صوتاً.

كما دعا أردوغان إلى قمة طارئة لمنظمة التعاون في تركيا عقب القرار، اعترفت فيها الدول العربية والإسلامية بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية، وذلك رداً على اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.

إعجاب عربي بالخطاب

حظي خطاب الرئيس التركي بإعجاب كبير في الشارع الفلسطيني والعربي والإسلامي، نظراً إلى رصد ردود أفعال واسعة عالمياً، إذ تصدّر خطابه وسوم موقع تويتر، ونُشرت نحو 220 ألف تغريدة باستخدام وسم "أردوغان صوتنا" (OurVoiceErdogan#) بعد ساعات فقط من انتهاء الخطاب.

وعلق رئيس حزب الأمة الكويتي حاكم المطيري على الخطاب في تغريدة له على تويتر مشيداً بالحكم العثماني الذي حافظ على فلسطين خالية من أي احتلال، إلى أن "جاءت الحملة الصليبية البريطانية الفرنسية في الحرب العالمية الأولى واصطف معها الجاهليون العرب فاحتلت فلسطين وأقامت عليها دولة إسرائيل".

وتساءل البرلماني المصري السابق محمد الصغير على حسابه في تويتر، "إلى متى سيصمت العالم عما تقترفه إسرائيل من جرائم ضد الإنسانية".

وتعددت مواقف الرئيس التركي التي جعلت منه شخصية مؤثرة عربياً وعالمياً، فقد أظهر استطلاع لشبكة البارومتر العربي لصالح BBC يُعتبر الأكبر من نوعه، ارتفاع شعبية الرئيس التركي في العالم العربي، إذ عبر نصف المشاركين عن رضاهم عنه.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً