وأشار المكتب الإعلامي الحكومي في بيان، إلى أن الخروقات الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد 242 فلسطينياً وإصابة أكثر من 620 آخرين، مشدداً على أنّ "الاحتلال يواصل خرق الاتفاق بشكل سافر وممنهج.
وأوضح أنّ "الاحتلال نفذ 88 عملية إطلاق نار استهدفت المدنيين بشكل مباشر، و12 عملية توغل لآلياته داخل الأحياء السكنية، متجاوزاً ما يُعرف بالخط الأصفر"، مشيراً إلى أن "الاحتلال نفذ 124 عملية قصف واستهداف و52 عملية نسف لمبانٍ مدنية، فضلاً عن اعتقال 23 مواطناً في مناطق مختلفة من قطاع غزة".
وأدان المكتب هذه الخروقات، وحمّل جيش الاحتلال الإسرائيلي "المسؤولية الكاملة عن تداعياتها الإنسانية والأمنية"، مؤكداً أنّ استمرار الخروقات "يعد تهديداً واضحاً بنسف روح الاتفاق وانتهاكاً لالتزامات الاحتلال أمام المجتمع الدولي والدول الضامنة".
ودعا المكتب، الرئيس الأمريكي دونالد ترمب "والدول الضامنة والوسطاء إلى تحمّل مسؤولياتهم، وممارسة ضغط حقيقي على الاحتلال لإلزامه بوقف خروقاته فوراً واحترام التزاماته التي وقع عليها".
كما دعا في الوقت ذاته "إلى الإسراع بفتح المعابر بشكل كامل ودائم، وتسهيل إدخال الغذاء وشاحنات المساعدات والشاحنات التجارية كما نص عليه الاتفاق بصورة واضحة وليست بصورة جزئية".
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي، فإن "متوسط شاحنات المساعدات التي تدخل يومياً لا يتعدى 24 بالمئة بواقع 145 شاحنة، من عدد الشاحنات التي نص الاتفاق على دخولها بشكل يومي، وتبلغ 600 شاحنة".
إجلاء الجرحى والمرضى
من جهة ثانية، دعا المكتب إلى "إدخال العلاجات والأدوية والمستلزمات الطبية، وفتح معبر رفح لإجلاء أكثر من 22 ألف جريح ومريض للعلاج في الخارج".
ومنذ مايو/أيار 2024 تحتل إسرائيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ودمرت وأحرقت مبانيه، ومنعت الفلسطينيين من السفر، ما أدخلهم، خاصة المرضى، في أزمة إنسانية كبيرة.
وأشار المكتب إلى أن "هؤلاء يحتاجون أكثر من نصف مليون عملية جراحية، لا تستطيع الطواقم الطبية في قطاع غزة إجراءها في ظل الكارثة الإنسانية التي يعيشها شعبنا الفلسطيني".
وطالب بإدخال مواد الإيواء "من خيام وأغطية بلاستيكية وشوادر، بالتزامن مع دخول فصل الشتاء، لضمان منع تفاقم الكارثة التي يعيشها أكثر من 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة".
من جانبها، رصدت حركة حماس خروقات جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في مدينة شرم الشيخ، وذلك في بيان مطوّل، أكدت فيه أنّ "الاحتلال لم يتوقف منذ بدء الاتفاق على تقويضه وانتهاكه يومياً ولحظياً، ومحاولات اختلاق الذرائع".
وعبّرت عن شكرها لجهود الوسطاء الذين ساهموا بالتوصل للاتفاق، ودعتهم لمواصلة الضغط على إسرائيل وإلزامها بوقف خروقاتها المتكررة له، مشددة على أنها التزمته بشكل دقيق وكامل وبحسن نية.
وأوضحت أنها سلمت الاحتلال الإسرائيلي 20 أسيراً حياً خلال 72 ساعة من بدء التنفيذ، وتمكنت من العثور على 24 جثة من أصل 28 للأسرى الإسرائيليين "رغم الدمار الواسع ونقص المعدات واستشهاد عدد من المقاومين".
وأشارت حماس إلى أنها قدمت عبر الوسطاء والصليب الأحمر إحداثيات لمواقع أخرى في مناطق تسيطر عليها إسرائيل، مؤكدة مواصلة البحث للعثور على بقية الجثث، وأنها "لم تترك ذريعة حاول الاحتلال اختلاقها إلا عملت على سدِّها".
انتهاكات يومية
في المقابل، أكّدت الحركة أن جيش الاحتلال لم يتوقف منذ بدء الاتفاق على تقويضه وانتهاكه يومياً ولحظياً، وسط محاولات اختلاق الذرائع، مضيفة أن "الاحتلال لم يلتزم خطّ الانسحاب المتفق عليه في المرحلة الأولى، إذ يعمل على تجاوز الخطّ الأصفر بمساحة تُقدّر بنحو 33 كم²، ويشمل ذلك السيطرة النارية ضمن مسافات تتراوح بين 400 و1050 متراً داخل الخط، وتوغّل الآليات العسكرية داخل هذه المناطق".
وأشارت إلى أن "الاحتلال وضع مكعباتٍ أسمنتية تجاوزت الخط الأصفر بمسافاتٍ تتراوح بين 200 و800 متر على امتداد الخطّ المؤقت".
وبينت الحركة أن إسرائيل تواصل منع دخول المساعدات الإنسانية التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا،" ما أدى إلى تكدّس أكثر من ستة آلاف شحنة من الإمدادات الحيوية"، مؤكدة أن "الأونروا تعد الجهة الأكثر قدرةً ومهنيةً على توزيع المساعدات الإنسانية، نظراً لخبرتها الممتدة لأكثر من سبعةٍ وسبعين عاماً في العمل الإغاثي وخدمة اللاجئين الفلسطينيين في مختلف مناطق عملها".
وقالت الحركة، إن "الاحتلال خالف وبشكل متعمد وممنهج بنود الاتفاق القاضية بإدخال ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات يومياً، منها 50 شاحنة وقود بأنواعه، إذ لم تتجاوز المساعدات الإنسانية الفعلية 40 في المئة من إجمالي الشاحنات الداخلة خلال الشهر الأول، أي أقل من 200 شاحنة يومياً، بينما بلغت التجارية 60 بالمئة، جزء منها سُجّل مساعداتٍ رغم كونها تجارية".
وبينت أن "الاحتلال لم يُدخل سوى 38 شاحنة غاز و92 شاحنة سولار، أي 8.4 في المئة من الكمية المتفق عليها"، مشيرة إلى أنه منذ بدء الاتفاق يواصل جيش الاحتلال إغلاق معبر "زيكيم"، الذي يُعدّ مساراً رئيسياً لتسهيل وتسريع دخول المساعدات القادمة عبر المملكة الأردنية، ما يفاقم الأزمة الإنسانية.
وتابعت: "كما يتحكم الاحتلال في أنواع المواد المسموح بدخولها، ويمنع إدخال أصناف غذائية أساسية مثل اللحوم والدواجن والبيض والمواشي إلا بحدها الأدنى"، مضيفة: "لم يُدخل الاحتلال خلال 31 يوماً سوى شاحنة بيض واحدة فقط، كما يمنع إدخال الخيام ومستلزمات الإيواء رغم اشتداد فصل الشتاء، وإن ما دخل منها لا يتجاوز 5 بالمئة من الاحتياجات العاجلة للقطاع، ما يعمق الأزمة الإنسانية".
ولم يجرِ تشغيل محطة توليد الكهرباء حسب الاتفاق، كما تقول حماس، مشيرة إلى أن سكان غزة "لم يلمسوا أي خطوات عملية نحو إعادة تشغيل المحطة". ومنع جيش الاحتلال إدخال المعدات الثقيلة والمواد اللازمة لإزالة الركام، وكذلك تعطيل دخول المستلزمات الضرورية لتشغيل محطات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والمخابز والمستشفيات، وفق حماس.
وذكرت أن "الاحتلال منع إدخال مواد البناء ومعدات الدفاع المدني اللازمة لإعادة الإعمار، الأمر الذي يمنع بشكلٍ ممنهج جهود إعادة تأهيل البنية التحتية واستعادة الحياة المدنية في القطاع"، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال يواصل إغلاق معبر رفح في الاتجاهين، على الرغم من الاتفاق على فتحه في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2025، الأمر الذي ضاعف معاناة آلاف العالقين والمرضى والطلاب، في خرقٍ مباشرٍ لبنود الاتفاق.
تحريض علني
ولفتت إلى "مواصلة قادة الاحتلال التحريض العلني شبه اليومي على استئناف الحرب، وعدم التزام بنود الاتفاق، وذلك في استهتار واضح بالمجتمع الدولي وتحدٍّ لقادة دول العالم الذين أكدوا في قمة شرم الشيخ ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار".
وأضافت حماس: "كما صوّت مجلس وزراء الاحتلال بعد أسبوع من اتفاق وقف إطلاق النار على تغيير اسم الحرب إلى حرب البعث، في خطوة تُظهر إصراره على استمرار العدوان ورفضه لمسار وقف إطلاق النار، والجهود الدولية لتحقيق الاستقرار".
وقالت، إن "الاحتلال سلّم عشرات الجثامين الفلسطينية التي نُكّل بأصحابها بطرقٍ وحشية، بينها جثثٌ مسحوقة تحت جنازير الدبابات، وأخرى أُعدِم أصحابها ميدانياً وهم مقيّدون ومعصوبو الأعين، ما يشكّل جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني".
وأوضحت الحركة الفلسطينية، أن إسرائيل تواصل التلاعب بتسليم كشف بأسماء المعتقلين الفلسطينيين من أبناء غزة، لافتة إلى أن أكثر من 1800 مفقودٍ من غزة لا يزال مصيرهم مجهولاً حتى الآن.
ودعت الوسطاء والضامنين للاتفاق والمنظمات الدولية للتحرك من أجل إلزام إسرائيل بتنفيذ بنود الاتفاق ومنع أي خرق له، بما في ذلك الوقف الفوري للقتل في غزة والانسحاب وفق الخط المؤقت المتفق عليه.
وأكدت حماس ضرورة إلزام إسرائيل بإدخال الكميات المتفق عليها من المساعدات والوقود، والسماح الفوري للأونروا بالعمل بحرية كاملة داخل قطاع غزة، مشددة على ضرورة تشغيل معبر رفح وفتحه في الاتجاهين، وفتح معبر زيكيم لإدخال المساعدات، والسماح بإدخال 300 ألف خيمة للإيواء الفوري، وإدخال المعدات، والتزام البروتوكول الإنساني المتفق عليه.
ودعت حماس للتوقف الفوري عن نسف وتدمير المنازل، والسماح بإدخال المعدات اللازمة لتشغيل محطة توليد الكهرباء في غزة، مطالبة بتسليم الكشف الكامل والفوري الذي يكشف مصير وبيانات جميع المعتقلين والمفقودين الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة، والسماح بدخول البعثات الطبية والإنسانية والإعلامية وفرق الدفاع المدني لتقديم خدماتها الإنسانية والإغاثية بحُرية.
وأوقف اتفاق وقف إطلاق النار حرب إبادة جماعية إسرائيلية على غزة، بدأت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وخلّفت نحو 69 ألف شهيد فلسطيني وأكثر من 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، مع إعادة إعمار قدرت الأمم المتحدة تكلفتها بنحو 70 مليار دولار.



















