يأتي ذلك بالتزامن مع دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى المضي في تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترمب، مطالباً خلال اتصال هاتفي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس بانسحاب إسرائيلي كامل من غزة وفق الخطة التي تتضمن 20 بنداً لوقف الحرب.
وقال عباس إن الأولوية هي وقف نزيف الدم وتخفيف معاناة الفلسطينيين ومنع التهجير القسري، مؤكداً التزامه الاعتراف بإسرائيل وحل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية.
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال منتدى الدوحة، إن مصر لن تحكم غزة ولن تحكمها دولة أجنبية، مؤكداً أن الفلسطينيين هم من سيديرون شؤونهم.
كما تحدث عن خطة لتشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية تحت إشراف مجلس سلام بقيادة ترمب، مع دعوة إلى نشر قوة دولية لحفظ السلام على ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، في وقت تحدثت فيه وسائل إعلام إسرائيلية عن موعد منتصف يناير المقبل لبدء نشر ما يسمى "قوة الاستقرار الدولية" في غزة.
وفي 18 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اعتمد مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أمريكياً بشأن إنهاء حرب إسرائيل على غزة، وإنشاء قوة دولية مؤقتة حتى نهاية عام 2027.
أما "الخط الأصفر" فهو خط وهمي يفصل بين المناطق التي يحتلها وينتشر فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة وتلك التي لا ينتشر فيها. وهذا الخط تنص عليه المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل، وفقاً لخطة ترامب، الذي بدأ سريانه في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويومياً تخرق إسرائيل الاتفاق بقصف قتَل 367 فلسطينياً وأصاب 953، حسب وزارة الصحة في غزة السبت. وخرقاً للاتفاق أيضاً، تمنع إسرائيل إدخال قدر كافٍ من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية إلى غزة، حيث يعاني نحو 2.4 مليون فلسطيني أوضاعاً مأساوية.
وبشأن معبر المعبر البري الحدودي بين مصر وقطاع غزة المحاصر، قال عبد العاطي: "لن نسمح باستخدام معبر رفح لتهجير الفلسطينيين".
وقبل أيام، نفت القاهرة صحة إعلان إسرائيل وجود تنسيق مشترك مع مصر لإعادة فتح معبر رفح أمام الراغبين بالخروج من غزة.
وقالت مصر إنه لم يحدث مثل هذا التنسيق، ولو تم الاتفاق على إعادة فتح المعبر فسيكون في الاتجاهين. وخلال حرب الإبادة على غزة، رفضت القاهرة خطة إسرائيلية أمريكية لتهجير الفلسطينيين من غزة قسرياً، لا سيما إلى مصر، محذرة من تصفية القضية الفلسطينية.
ولمدة عامين بدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 70 ألف شهيد و170 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.
وأُقيمت إسرائيل عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة، ثم احتلت بقية الأراضي الفلسطينية، وترفض الانسحاب وقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية.















