وقال أردوغان في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: "لا تفسير آخر لما يحدث في غزة، إنه إبادة مكتملة الأركان، ومرتكب هذه الإبادة هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وتابع: "لقد ارتكب نتنياهو مجزرة وحشية راح ضحيتها عشرات الآلاف في هذه الإبادة، ونحن في تركيا نعارض هذه الإبادة تمامًا"، لافتاً إلى وجود أكثر من 125 ألف جريح في غزة، وأن عدداً كبيراً منهم نُقل إلى تركيا لتلقِّي العلاج.
وردّاً على سؤال حول إمكانية إطلاق حركة حماس سراح الأسرى قال أردوغان: "من الخطأ إلقاء اللوم على حماس وحدها في هذا الوضع؛ كيف يُمكننا تجاهل أفعال نتنياهو؟"، موضحاً أنه عرض صوراً عديدة في خطاباته تُظهِر ما آلت إليه الأمور في غزة نتيجة الهجمات الإسرائيلية.
وأردف: "هل يمكن القول إن حماس أقوى من إسرائيل من حيث السلاح؟ هذا مستحيل. إسرائيل تستخدم أسلحتها بلا هوادة، ضدّ أناس تتراوح أعمارهم بين 7 أعوام و70 عاماً، بغضّ النظر عمّا إذا كانوا نساءً أو أطفالاً أو مُسِنِّين".
وردّاً على سؤال حول إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة قال الرئيس أردوغان: "كما تتذكرون، أدلى السيد ترمب بتصريح قال فيه: سأنهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا. هل انتهت؟ إنها مستمرة. بالمثل، قال: سأنهي حرب غزة. هل انتهت؟ لا".
وفي ردّ على سؤال آخر أكّد أردوغان أنه لا يرى حماس تنظيماً إرهابياً، مضيفاً: "على العكس، أراها حركة مقاومة".
من جهة أخرى أجاب الرئيس أردوغان عن سؤال يتعلق بكيفية طرح ملف مشاركة تركيا في برنامج المقاتلات "F-35" خلال لقائه المرتقَب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في البيت الأبيض الخميس المقبل.
وفي هذا السياق أشار أردوغان إلى أن تركيا كانت سابقاً شريكاً ومنتجاً ضمن برنامج "F-35"، مبيناً أن بلاده دفعت 1.4 مليار دولار لشراء هذه الطائرات، إلا أنها لم تتسلمها.
وأوضح أن عدم تسليم مقاتلات "F-35" لتركيا لا يتماشى مع الشراكة الاستراتيجية القائمة بين أنقرة وواشنطن، قائلاً: "كانت خطوة خاطئة".
وردّاً على سؤال عمّا إذا كان يتوقع تسليم تركيا مقاتلات "F-35" بعد لقائه مع ترمب، قال أردوغان: "سنعيد تقييم هذه المسائل وسنبحث مع ترمب آخر المستجدات المتعلقة بمقاتلات F-35 وF-16 أيضاً".
وعن الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، أكد أردوغان أن لتركيا علاقات مميزة مع البلدين ولم تكُن يوماً في حالة قطيعة مع أي منهما، مشدداً على أن الحرب ألحقت خسائر فادحة بكل من روسيا وأوكرانيا، وأعرب عن اعتقاده أن هذا الصراع لن ينتهي قريباً.
وأشار إلى أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) يمكنه تبنِّى نموذج مشابه لما تطبقه تركيا، من خلال اتباع سياسة متوازنة تحقق السلام مع كل من روسيا وأوكرانيا.
واستضافت إسطنبول عدة جولات من المفاوضات المباشرة بين أوكرانيا وروسيا، في يوليو/تموز ومايو/أيار ويونيو/حزيران 2025، أسفرت عن اتفاقيات بشأن إخلاء سبيل آلاف الأسرى من الطرفين.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022 تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا تشترط لإنهائه تَخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.