وأفادت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) بأن طيران الاحتلال الإسرائيلي شن ثلاث غارات جوية على مناطق شرقي مدينة خان يونس، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف وعمليات نسف منازل في شمال شرقي المدينة، فيما أطلقت زوارق حربية إسرائيلية النار في بحر رفح جنوبي القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة السبت، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 69 ألفاً و169 شهيداً و170 ألفاً و685 مصاباً منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت الوزارة في التقرير الإحصائي اليومي إن "مستشفيات قطاع غزة استقبلت 10 شهداء (منهم شهيد جديد، و9 انتشال)، إضافة إلى 6 مصابين خلال آخر 72 ساعة".
ولم تُشر إلى ملابسات استشهاد الفلسطيني والإصابات، لكن بيانات سابقة للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة وحركة "حماس"، تؤكد ارتكاب إسرائيل عشرات الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025.
وذكرت أنه "لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة". وتابعت أنه "منذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر 2025، وصل إجمالي الشهداء إلى 241، وإجمالي المصابين 614، وإجمالي الانتشال 522".
كما أعلنت ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى "69 ألفاً و169 شهيداً و170 ألفاً و685 مصاباً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023".
وفي السياق، قال مسؤولون طبيون في غزة السبت إنهم تسلموا جثامين 15 فلسطينياً أعادتهم إسرائيل إلى مستشفى ناصر في خان يونس، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار وذلك بعد يوم من تسلم إسرائيل جثة أحد أسراها من الفصائل الفلسطينية عبر الصليب الأحمر في قطاع غزة، وأعلنت اليوم أن الجثة تعود للأسير الرقيب ليؤور رودايف.
تضارب أمريكي-إسرائيلي حول إدخال المساعدات
واليوم السبت، قالت مصادر إسرائيلية إن واشنطن سيكون لها دور "جزئي" في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك رداً على تقرير نشرته الجمعة، صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قال إن الولايات المتحدة حلت محل إسرائيل في الإشراف على المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، في إطار تنفيذ خطة الرئيس دونالد ترمب.
ونقلت القناة 12 العبرية عن مصادر إسرائيلية لم تسمها، قولها إن "الأمر لا يتعلق بعملية نقل صلاحيات أو مسؤوليات من إسرائيل إلى الأمريكيين، بل إن واشنطن ستكون جزءاً من بلورة وتنفيذ آليات التنسيق والمراقبة والإشراف المتعلقة بالمساعدات الإنسانية".
وأكدت المصادر أن ذلك سيكون "بالتعاون الكامل مع الجهات الأمنية الإسرائيلية"، وأضافت أنه "لم يطرأ أي تغيير على سياسة إدخال المعدات ذات الاستخدام المزدوج (المدني والعسكري) إلى القطاع، وكل قرار في هذا الشأن سيتم تنسيقه والتصديق عليه بالكامل داخل إسرائيل".
فيما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أمس أن الولايات المتحدة أصبحت تتولى بشكل كامل إدارة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة من خلال مركز العمليات الأمريكي في كريات غات جنوب إسرائيل، المعروف باسم CMCC، الذي يضم ممثلين عن 40 دولة ومنظمة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمريكي قوله إن "الإسرائيليين باتوا جزءاً من المحادثات، لكن القرار النهائي بأيدينا".
يأتي ذلك فيما تتزايد الانتقادات الدولية لتأخر وصول المساعدات إلى القطاع، إذ تقول حركة "حماس" والمكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن إسرائيل "تخرق البروتوكول الإنساني للاتفاق"، مشيرين إلى أن "متوسط الشاحنات التي تدخل يومياً لا يتجاوز 145 من أصل 600 شاحنة تم الاتفاق عليها".
تجديد مصري للانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق
وفي القاهرة، جددت مصر مطالبتها الأطراف المعنية بالانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال اتصال مع الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إن المرحلة الثانية يجب أن تشمل الجوانب السياسية والتنموية والإنسانية، إضافة إلى إطلاق عملية إعادة الإعمار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بما يتناسب مع احتياجات سكان القطاع.
وأشار عبد العاطي إلى أن مصر تستعد لاستضافة "المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة" خلال نوفمبر الجاري، مؤكداً أن تنفيذ الاتفاق بالكامل هو "الضمان الوحيد لاستقرار الأوضاع ووقف الانتهاكات".
وكان اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته مصر وقطر وتركيا بوساطة أمريكية أنهى حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة التي استمرت عامين، وأسفرت عن استشهاد نحو 69 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 170 ألفاً آخرين، غالبيتهم من النساء والأطفال، بينما قدرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة الإعمار بنحو 70 مليار دولار.

















