جاء ذلك في تصريحات لوكيل وزارة الخارجية السودانية معاوية عثمان خالد، الخميس، عقب لقاء رئيس المجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، في مدينة بورتسودان (شرق)، مع نائب وزير الخارجية المبعوث النرويجي للسودان أندرياس كرافك.
وخلال لقائه البرهان، قال كرافك، إنه "لا توجد وثيقة أمريكية جديدة بشأن السلام في السودان بخلاف مقترح الهدنة الإنسانية المقدمة من الرباعية الدولية"، وفق بيان لمجلس السيادة السوداني.
ونفى كرافك، صحة الحديث عن وثيقتين قدمتهما الولايات المتحدة بشأن السلام في السودان، قائلاً إن ذلك "أمر مؤسف وغير مقصود"، وقال المبعوث النرويجي إنه تواصل مع مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والإفريقية مسعد بولس، للاستيضاح بهذا الخصوص.
وأوضح أن المسؤول الأمريكي قال إنه "لا وجود لمقترح جديد لهدنة إنسانية، والمقترح الوحيد بشأن الهدنة الإنسانية هو المقترح الذي جرى الدفع به قبل عدة أسابيع".
وتأتي هذه التصريحات في ظل تخوف الحكومة السودانية من مقترح أمريكي يتخطى بنود "اتفاق جدة" الذي يشمل التزامات إنسانية واتفاقا على جدولة محادثات مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وفي السياق ذاته، قال وكيل وزارة الخارجية السودانية إن بلاده تفهم من التوضيحات الأمريكية التي تحدث عنها المبعوث النرويجي أنه "ليس هناك ورقة جديدة مطروحة من جانبهم تتعلق بالسلام في السودان في هذا الوقت".
ورحب بالتوضيحات الأمريكية التي تفيد بأن "أي أمر في إطار السلام ينبغي أن يجري بالتشاور مع الحكومة السودانية وأخذ موافقتها"، وقال وكيل الخارجية، إن البرهان، رحب بجهود النرويج "شريكا فاعلا في صناعة السلام في السودان منذ عقود".
وأكد البرهان، حرص حكومة بلاده على "تحقيق سلام عادل ومستدام يحقق تطلعات الشعب السوداني ويحفظ حقوقه"، وفق ذات المصدر.
كما جدد البرهان، ترحيبه بمواصلة الحكومة الأمريكية لجهودها من أجل تحقيق السلام في السودان، وامتدح جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لتحقيق السلام في بلاده.
خطة الهدنة
وفي سبتمبر/أيلول 2025، طرحت الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، خطة تدعو إلى هدنة إنسانية بالسودان لمدة 3 أشهر، تمهيداً لوقف دائم للحرب، ثم عملية انتقالية جامعة خلال 9 أشهر، تقود نحو حكومة مدنية مستقلة.
ورغم مواصلة قوات الدعم السريع ارتكاب جرائم بحق المدنيين وتوسيع رقعة سيطرتها بولايات إقليمي دارفور (غرب) وكردفان (جنوب)، أعلن قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، موافقته على هدنة من طرف واحد لمدة 3 أشهر.
فيما تحفظ البرهان، على خطة الرباعية التي قدمها مستشار الرئيس الأمريكي، لأنها "تلغي وجود الجيش، وتحل الأجهزة الأمنية، وتبقي المليشيا المتمردة في مناطقها" التي احتلتها.
لكن الحكومة السودانية تؤكد في الوقت ذاته أنها لا تمانع التفاوض وفقاً لخريطة طريق قدمتها الخرطوم للأمم المتحدة، وتشترط في هذا الإطار انسحاب "قوات الدعم السريع" من المدن والمنشآت المدنية كافة، حتى يعود عشرات آلاف النازحين إلى مناطقهم.
قلق أممي
من جانب آخر، أعلنت الأمم المتحدة أن الصراع المتواصل منذ ما يقرب من ثلاث سنوات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وضع 21.2 مليون شخص أمام شبح الجوع الشديد في السودان، وذلك في منشور للأمم المتحدة على منصة "إكس"، الخميس.
وأوضح المنشور: "جرى التأكد من حدوث مجاعة في منطقتين. لكن في المناطق التي تراجعت فيها حدة القتال، توسّع نطاق وصول برنامج الأغذية العالمي، وانخفضت مستويات الجوع".
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن الصراع المتواصل منذ ما يقرب من ثلاث سنوات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وضع 21.2 مليون شخص أمام شبح الجوع الشديد في السودان.
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استولت "الدعم السريع" على الفاشر، التي كانت تحاصرها منذ مايو/أيار 2024، لكن مأساة المدينة تعمقت مع تدهور الأوضاع الأمنية ونزوح عشرات آلافٍ خوفاً من انتهاكات جسيمة اتّهمت هذه القوات بارتكابها.
وفي 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، عقد مجلس حقوق الإنسان، جلسة خاصة أدان خلالها بشدة تصاعد العنف في الفاشر ومحيطها بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، وطالب بإجراء تحقيق عاجل في الانتهاكات المرتكبة هناك.
وتعد الفاشر، كبرى مدن إقليم دارفور، وواحدة من أكثر المناطق تضرراً، إذ سيطرت عليها قوات الدعم السريع بعد معارك عنيفة.
وفرّ عشرات آلافٍ من المدينة، في حين وثّقت مقاطع فيديو نشرها عناصر من قوات الدعم السريع عمليات تهجير قسري للمدنيين، وقتل وتعذيب عدد كبير من الأشخاص العزل.





















