يحاول النازحون، بينهم أطفال ونساء حوامل، إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأمتعة قبل أن تتلف بالمياه والطين. المشهد يتكرر في جميع أنحاء القطاع، حيث تكتظ أي مساحة خالية من الأبنية المدمرة بخيام النازحين التي نصبت على أراضٍ رملية تحولت بفعل الأمطار إلى برك من المياه.
وتتأثر الأراضي الفلسطينية، لليوم الثاني، بمنخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية باردة وأمطار ورياح، إذ تشير معطيات الأرصاد الجوية الفلسطينية إلى انحساره مساء الأحد.
ويعاني الفلسطينيون، والبالغ عددهم نحو 1.5 مليون شخص وفق تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي، من أوضاع إنسانية مأساوية، نتيجة انعدام مقومات الحياة وصعوبة الحصول على مستلزمات أساسية ونقص الخدمات الحيوية بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي.
وتقدر الحكومة نهاية سبتمبر/أيلول الماضي أن نحو 93% من الخيام لم تعد صالحة للسكن، بواقع 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفاً، في حين تضررت عشرات آلاف الخيام بفعل القصف الإسرائيلي المباشر أو القصف المحيط بها، كما اهترأت بسبب الحرارة المرتفعة صيفاً والأمطار والرياح شتاء.
أطفال وحوامل دون أدنى مقومات الحياة
في مشاهد مؤلمة، يظهر أطفال وهم يحاولون إنقاذ أمتعتهم من الغرق، منهم طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره يسير حافي القدمين حاملاً بعض ملابسه بين ذراعيه، بينما تغمر قدماه مياه الأمطار والطين.
وفي خيمة أخرى بمنطقة المواصي غرب خان يونس، واجهت مريم أصليح الحامل في شهرها التاسع صعوبة بالغة في حماية أطفالها من البرد والبلل، محاولات إخراج المياه من الخيمة وحفر مجارٍ لتصريفها لم تنجح، لتبقى أجساد الأطفال والنساء مرتجفة والقلوب تبكي على فقدان الحد الأدنى من مقومات الحياة.
وأكد الدفاع المدني في بيان السبت استمرار التعامل مع عشرات الخيام الغارقة في مخيمات النازحين، بينما أشار المكتب الإعلامي الحكومي الجمعة إلى أن معاناة المواطنين تتفاقم بشكل كبير مع دخول الشتاء، مشدداً على الحاجة إلى توفير ما لا يقل عن 250 ألف خيمة و100 ألف كرفان كمأوى مؤقت لحين إعادة الإعمار.
ويستمر منع إسرائيل إدخال مواد الإيواء من خيام وبيوت متنقلة، متجاهلة التزاماتها وفق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الفائت، الذي أنهى حرب إبادة جماعية دامت عامين، خلفت أكثر من 69 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 170 ألف جريح، ودماراً هائلاً طال 90% من البنى التحتية المدنية، بخسائر أولية قدرت بنحو 70 مليار دولار.















