واستهدف الهجوم تجمع عزاء الثلاثاء في المدينة التي تحاصرها قوات الدعم السريع، فيما تزداد حدة المعارك في الأيام الماضية للسيطرة على المنطقة.
وتتركز المعارك الآن في إقليم كردفان، المنطقة الاستراتيجية الواقعة بين العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور الذي أصبح تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
ونقل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن مصادر محلية الأربعاء أن "أربعين مدنيا قُتلوا وأصيب عشرات بجروح أمس، في هجوم على عزاء" في الأبيّض، وتحدث عن تواصل أعمال العنف في دارفور في الأيام الماضية، حيث سُجلت غارات جوية وتحليق للمسيّرات.
اغتصابات جماعية
ومنذ سقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع في السادس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول، تحدثت الأمم المتحدة عن مجازر وحالات اغتصاب ونهب وتهجير جماعي للسكان.
وقالت أميرة، وهي أم لأربعة أطفال نجت من حصار الفاشر، لمراسلي وكالة الصحافة الفرنسية في مدينة الطويلة على بعد 70 كيلومتراً، إن مشاهد القتل والاغتصاب "لا تزال تطاردني في الليل. كثيراً ما أستيقظ وأنا أرجف متذكرةً ما رأيت في الطريق".
وروت أن "الاغتصاب كان جماعياً وأمام الملأ، يعني أمام الناس ولا أحد يستطيع أن يوقفه"، مضيفة أنه كان مصحوباً بالعنف والضرب.
ونشر مختبر البحوث الإنسانية التابع لجامعة ييل الأمريكية صوراً التقطت من الأقمار الاصطناعية تُظهر حجم الانتهاكات المروّعة في الفاشر.
وقال مدير مختبر البحوث رايموند إن الصور التي ينشرها المختبر شكلت "شرارة لغضب عام".
محادثات بهدف وقف الحرب
في هذه الأثناء، سعى المبعوث الأمريكي لشؤون إفريقيا مسعد بولس في القاهرة لإتمام مقترح لهدنة إنسانية جرت صياغته في منتصف سبتمبر/أيلول برعاية مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وتشكل هذه المجموعة ما يُعرف بدول الرباعية، وهي تعمل على خطة شاملة للسلام في السودان، لكن مقترحاتها تظلّ حبراً على ورق.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أطراف النزاع في السودان الثلاثاء إلى الجلوس على طاولة مفاوضات لإنهاء "كابوس العنف". لكن السلطات الموالية الجيش قالت بعد اطلاعها على مقترح وقف إطلاق النار إنها ستواصل حربها على قوات الدعم السريع.
وقال وزير الدفاع حسن كبرون في خطاب بثه التلفزيون الرسمي الثلاثاء إن "التجهيزات لمعركة الشعب السوداني متواصلة".
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت الثلاثاء أن الحكومة الأمريكية "ملتزمة تماماً" بإيجاد حل سلمي للصراع الدائر في السودان، لكنّها أقرّت بأن "الوضع الميداني معقد جداً في الوقت الراهن".
وامتدت رقعة الحرب التي أودت بعشرات الآلاف وهجّرت الملايين في السنتين الماضيتين، إلى أماكن جديدة في الأيام القليلة الماضية مثيرة المخاوف من اشتداد الكارثة الإنسانية بشكل أكبر. وأسفر النزاع في السودان حتى الآن عن مقتل عشرات آلاف وأجبر نحو 12 مليوناً على النزوح أو اللجوء خارج البلاد، وتسبب بأكبر أزمتي نزوح وجوع في العالم، وفق الأمم المتحدة.













