جاء ذلك خلال جلسة حوارية لوزير الخارجية السوري، الأحد، ضمن أعمال منتدى الدوحة 2025 في العاصمة القطرية الذي ينعقد على مدار يومي السبت والأحد، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السورية "سانا".
وقال الشيباني إن سوريا في حاجة إلى علاقات تقف على مسافة واحدة من الجميع لتجنب “الاصطفافات التقليدية” التي قد تعرقل جهود إعادة الإعمار والاستقرار.
وأضاف الشيباني أن “الدبلوماسية السورية واضحة وشفافة” وتسعى إلى بناء شبكة واسعة من الأصدقاء دون الدخول في محاور، مشدداً على أن الاستقرار الأمني الداخلي في سوريا “مرتبط بشكل وثيق بالأمن الإقليمي”.
وأشار إلى التحديات التي واجهت الحكومة الجديدة، قائلاً إن ما تحقق خلال عام “يحتاج إلى كثير من العمل لاحقاً”، مؤكداً أن الانطلاقة تمت بدعم شعبي “رغم قلة الإمكانات وثقل الإرث الذي خلّفه النظام السابق”.
واعتبر الشيباني أن إسرائيل "من أبرز التحديات" التي تواجه الحكومة الجديدة، مؤكداً أن "انسحابها من الأراضي المحتلة بعد التحرير هو شرط أساسي، والخط الأحمر لدينا". كما وصف سياسات إسرائيل بأنها "تمثل عاملاً مقلقاً بالنسبة لاستقرار سوريا".
وفي ما يتعلق بموقف بلاده، قال الشيباني: “نلتزم اتفاقية (فصل القوات) عام 1974 مع إسرائيل التي تحتل أجزاء من سوريا، وكسبنا دولاً داعمة لاتفاق أمني مع تل أبيب أبرزها الولايات المتحدة".
وفي مسعى للتهدئة بين دمشق وتل أبيب، طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في تدوينة عبر منصته "تروث سوشال" الاثنين، إسرائيل بالمحافظة على "حوار قوي وحقيقي" مع دمشق، وضمان عدم حدوث "أي شيء من شأنه أن يتعارض مع تطور سوريا إلى دولة مزدهرة".
وفي الأشهر الماضية، عُقدت لقاءات إسرائيلية-سورية، في مسعى للتوصل إلى ترتيبات أمنية تضمن انسحاب تل أبيب من المنطقة السورية العازلة، التي احتلتها في ديسمبر/كانون الأول 2024.
ورغم أن الحكومة السورية لم تشكل أي تهديد لتل أبيب، تواصل إسرائيل تنفيذ توغلات برية وغارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر للجيش السوري.
ومنذ حرب 5 يونيو/حزيران 1967، تحتل إسرائيل معظم هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة برئيس النظام بشار الأسد أواخر 2024 لتوسيع رقعة احتلالها باتجاه المنطقة العازلة وجبل الشيخ جنوبي البلاد.
في السياق، تحدث الشيباني عن "الوضع الداخلي الصعب الذي ورثته الحكومة الجديدة"، مشيراً إلى أن "الإرث كان ثقيلاً، لكن ثقة الشعب هي العامل الأهم". وقال: "التحديات أمامنا كبيرة جداً، وعززنا ثقة الشعب السوري، وهو رأس مال كبير، وفوجئنا بحجم التدهور الذي وجدناه في المؤسسات السورية الرسمية".
وتابع الوزير السوري: "ما حققناه خلال سنة يحتاج إلى كثير من العمل لاحقاً، إذ انطلقنا بدعم شعبي رغم قلة الإمكانيات وإرث النظام البائد الثقيل". وشدد على أن الحكومة تسعى لتحقيق الأفضل، وقال: "لسنا راضين عن الوضع الحالي والشعب يستحق الأفضل، واستطعنا إصلاح العلاقة بين الشعب السوري والحكومة"، ورأى أن ما حدث في بلاده "نجاح صاغه السوريون بأنفسهم".
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، تمكن الثوار السوريون من دخول العاصمة دمشق، معلنين الإطاحة بنظام بشار الأسد (2000-2024)، الذي ورث الحكم عن أبيه حافظ (1970-2000).










