وظهر أسرى إسرائيليون في مقطع مصور نشرته كتائب القسام، اليوم السبت عبر تليغرام، وهم يودِّع بعضهم بعضاً، بينهم أخوان أُفرج عن أحدهما في المرحلة الأولى من صفقة التبادل، ويطالب المتبقي في الأسر "بالاستمرار بالتظاهر حتى توقيع نتنياهو على المرحلة الثانية من الاتفاق".
ونقل الأخ المتبقي في الأسر رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية قائلاً: "أنا سعيد جداً لأن أخي سيتحرر غداً، ولكن من غير المنطقي بأي شكل من الأشكال أن يفرقوا بين العائلات".
وأضاف: "أخرجوا الجميع ولا تفرقوا بين العائلات، لا تدمروا حياتنا جميعاً، قل لأمي وقل لأبي وللجميع أن يستمروا بالمظاهرات ولا يتوقفوا حتى توقّع هذه الحكومة على المرحلة الثانية" من الاتفاق. وتابع: "أنا لا أريد الصراخ، أنا أتحدث بهدوء، أخي سيخرج، وأنا سأبقى، ولا أريد أن أسمع أنكم لا تريدون الاستكمال للمرحلة الثانية".
وتساءل الأسير مخاطباً حكومة نتنياهو: "كم شخصاً تريدون أن تقتلوا بعد؟ لا يهمّ مَن القتيل، فلسطيني، إسرائيلي، مسلم. تقولون: هيا نقتل الجميع". وأضاف: "حماس يحافظون علَيّ، لكن كفى، أخرجوني من هنا، أخرجوا الجميع، أنا لا أستطيع البقاء، كفى، وقِّع يا نتنياهو".
في سياق متصل، ناشدت عائلة الأسير الإسرائيلي المحتجز في قطاع غزة إيتان هورن، السبت، حكومة نتنياهو مواصلة اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية، في أعقاب نشر الفيديو الذي ودّع فيه شقيقه يائير.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية الخاصة بياناً لعائلة هورن، قالت فيه: "لا توقفوا الاتفاق الذي أعاد إلينا بالفعل عشرات الأسرى، لقد نفد وقتهم". وأضافت: "تنفطر قلوبنا لرؤية إيتان في هذا الوضع الصعب، إذ يودع شقيقه ويبقى محتجزاً في الجحيم"، وفق تعبيرها. وتابعت العائلة: "نرى في عيني إيتان اليأس والخوف الذي يعيشه".
وأمس الجمعة، أكدت حركة حماس التزامها تنفيذ كل بنود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى مع انتهاء المرحلة الأولى منه مساء السبت، ودعت الوسطاء للضغط على إسرائيل للدخول "فوراً" في المرحلة الثانية منه.
وطالبت الحركة في بيان "المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الصهيوني لالتزام دوره في الاتفاق بشكل كامل، والدخول الفوري في المرحلة الثانية منه دون أي تلكؤ أو مراوغة".
وتنتهي مساء السبت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، فيما كان من المفترض أن تبدأ في اليوم 16 من المرحلة الأولى للاتفاق (3 فبراير/شباط الجاري) مفاوضات المرحلة الثانية منه، وعرقل نتنياهو ذلك، إذ يريد تمديد المرحلة الأولى بهدف المساهمة في إطلاق سراح أكبر عدد من أسرى بلاده في غزة.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوماً، ويجري خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 إبادة في غزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.



















