الليرة المشفرة.. تعرَّف استعداد تركيا لإطلاق عملتها الرقمية (Others)
تابعنا

وفقاً لخطة الإصلاحات الاقتصادية التي أعلنها الرئيس رجب طيب أردوغان في 12 مارس/آذار 2021، والتي أعدت خصيصاً لتنمية الاقتصاد على أساس الاستثمار والإنتاج والتوظيف والصادرات، باشر البنك المركزي التركي بإنشاء البنية التحتية الاقتصادية والتكنولوجية والقانونية للعملات الرقمية.

فيما تستعد تركيا قريباً لتدشين التطبيق التجريبي في مشروع تطوير نظام "الليرة التركية الرقمية" (Dijital Türk Lirası)، الذي ينفذه البنك المركزي التركي (TCMB) بالتعاون مع مؤسسات التكنولوجيا الرائدة في تركيا لتطوير إصدار رسمي للعملات المشفرة من الليرة التركية.

وحسب التقرير الأخير الذي نشرته وكالة الأناضول، فإن البنك المركزي التركي، الذي يسعى من خلال مشروع الرقمنة هذا إلى مواكبة روح العصر الذي أعقب انتشار أنظمة العملات الرقمية ومجالات استخدامها المتزايدة، تعاون مع شركات التكنولوجيا الوطنية النشطة في تطوير تكنولوجيا الدفاع الإلكترونية وبرامج الأمن السيبراني، وهي: (HAVELSAN) و(ASELSAN)، بالإضافة إلى (TBİTAK BİLGEM).

أصل الحكاية

بالتزامن مع تسارع زيادة قيمة البيتكوين وبقية العملات الرقمية الأخرى، وتزايد الاهتمام بهذا النوع من الاستثمار في تركيا والعالم، أعلن البنك المركزي التركي في شهر أبريل/نيسان 2021 أنه وقع مذكرات تفاهم ثنائية مع الشركات التكنولوجية الثلاث المذكورة سابقاً بهدف إنشاء منصة تعاون لإطلاق مشروع رقمنة الليرة التركية، وذلك ضمن مساعيه لاستكشاف المساهمات المحتملة لتداول الليرة التركية الرقمية كمكمل للبنية التحتية للمدفوعات الحالية.

وخلال العام الماضي، سارعت شركة (HAVELSAN) التركية خطواتها من أجل تطوير مشروع نظام الليرة التركية الرقمية، فأعدت البنية التحتية لشبكة الليرة التركية الرقمية، وأنشأت منصة دفتر المدفوعات لهذه الشبكة، وإعدادات العقود الذكية وتطبيقات الخلفية الموائمة للعمل مع النظام الأساسي.

تجدر الإشارة إلى أنه لا قرار نهائي اتخذه البنك المركزي التركي فيما يتعلق بتداول الليرة التركية الرقمية. وتُجرى جميع الدراسات على مبادئ أنشطة البحث والتطوير التجريبية. بعد اكتمال قياسات السعة للبدائل التكنولوجية المختلفة والانتهاء من الإعدادات التكنولوجية، سيحدد ما إذا كانت التقنيات الحالية يمكن أن تلبي المتطلبات الاقتصادية والقانونية والمالية لليرة التركية الرقمية.

اختبارات ضمن دائرة ضيقة

في نطاق دراسات التنفيذ التجريبية للمرحلة الأولى، من المقرر أن يجري اختبار النموذج الأولي لـ "شبكة الليرة التركية الرقمية" داخل نطاق ضيق ودائرة مغلقة ما بين المركزي التركي وشركات التكنولوجيا المشاركة في المشروع.

وبعد الانتهاء من إنشاء "شبكة الليرة التركية الرقمية" ضيقة النطاق، تهدف المؤسسات المعنية المشاركة إلى إجراء معاملات العملة الرقمية لموظفيها وقياس أداء النظام من خلال تجربة المستخدم. وبحسب الخطة، ستستخدم الليرة التركية الرقمية أولاً كتطبيق تجريبي من موظفي المؤسسات المتعاونة في المشروع، وإتاحة الفرصة للموظفين للتسوق من خلال المحفظة الرقمية التي سيتم تحديدها لهم.

يُذكر أن (HAVELSAN)هي شركة برمجيات وأنظمة تركية لها حضور تجاري في قطاعي الدفاع وتكنولوجيا المعلومات. يقع مقرها الرئيسي في العاصمة التركية أنقرة، ولها شركات ومكاتب فرعية في جميع أنحاء تركيا وخارجها. فيما تنصب معظم أنشطتها على تطوير وإنتاج أنظمة القتال البحرية وتطبيقات الحكومة الإلكترونية وأنظمة المراقبة والاستخبارات، بالإضافة إلى أنظمة المعلومات الإدارية وأنظمة المحاكاة والتدريب والدعم اللوجستي وأنظمة الأمن الداخلي وأنظمة إدارة الطاقة.

ما المقصود بـ "الليرة التركية الرقمية"؟

ستكون الليرة التركية الرقمية عملة مشفرة ترتبط قيمتها بـ 1 ليرة تركية. لأن البنك المركزي التركي طورها، فستكون عبارة عن شكل رقمي للعملة النقدية التي يصدرها المركزي التركي. ويتوقع الخبراء ألا تقل جودة الليرة التركية الرقمية عن اليوان الصيني الرقمي المثال الأكثر استخداماً للعملات الرقمية الخاصة بالبنوك المركزية، والذي يستخدمه الصينيين في عديد من المعاملات التجارية والرقمية.

وفيما تُجري البنوك المركزية في عديد من البلدان دراسات حول إمكانية رقمنة عملاتها النقدية، تسعى تركيا لتقديم أفضل إصدار رقمي يتيح لتركيا التقدم على العديد من البنوك المركزية التي تعمل في هذا الصدد منذ سنوات، والذي خُطط أن يكون متاحاً أمام الاختبارات التجريبية خلال العام الجاري.

من ناحية أخرى، لا تزال شبكة "البلوكتشين" الخاصة بالليرة الرقمية شبه غامضة، لكن يتوقع أن يعلن عنها بشكل مفصل بالتزامن مع بدأ المرحلة التجريبية الأولى قريباً.

TRT عربي