وحيَّا مجلس الأمن والدفاع السوداني، في بيان، الشعب السوداني وتضحياته وترحَّم على شهداء معركة الكرامة، كما أكد وقوف الدولة إلى جانب أسر الشهداء والأسري والمفقودين.
وقال البيان إن الاجتماع ناقش "الترتيبات اللازمة لعدم تكرار مأساة الفاشر، كما تم التعرض للموقف السياسي والعسكري الأمني بجميع أنحاء البلاد".
ودعا المجلس إلى متابعة جهود الاستنفار والتعبئة للقضاء على "المليشيا المتمردة ومرتزقتها".
وأوضح أن المجلس استعرض "الانتهاكات الجسيمة غير المسبوقة التي ترتكبها مليشيا آل دقلو الإرهابية بحق المواطنين العزل، التي أدانها المجتمع الدولي، كما استنكر تقاعس مؤسسات المجتمع الدولي عن حمل المليشيا على تنفيذ القرارات الأممية الخاصة بعدم إمداد إقليم دارفور بالسلاح وفك حصار الفاشر".
"كيان إرهابي"
في غضون ذلك، جدد السودان، دعوته المجتمع الدولي إلى تجفيف منابع تسليح "قوات الدعم السريع" وضرورة تصنيفها "كياناً إرهابياً".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مندوب السودان لدى الاتحاد الإفريقي السفير الزين إبراهيم حسين، بمقر سفارة الخرطوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حسب وكالة الأنباء السودانية.
وحمّل حسين "الأسرة الدولية والإقليمية المسؤولية في تشجيع المليشيا الإرهابية (يقصد الدعم السريع) على ارتكاب الجرائم والفظائع المروعة بمدينة الفاشر (مركز ولاية شمال دارفور/غرب) وعدد من المدن والقرى".
واستولت هذه القوات، في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على الفاشر وارتكبت مجازر بحق مدنيين حسب منظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
ودعا حسين إلى "وقف الانتهاكات عبر تجفيف منابع الدعم ومصادر السلاح للمليشيا الإرهابية".
وحث المجتمع الدولي على "تصنيف المليشيا كياناً إرهابياً".
وحذر من "انتقال عدوى استجلاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب إلى القارة الإفريقية".
حسين استعرض مقاطع مصورة "تظهر الانتهاكات الواسعة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وجرائم القتل الجماعي التي نفذتها المليشيا المتمردة عند دخولها الفاشر وبارا (بولاية شمال كردفان/جنوب) ومناطق أخرى ضد المدنيين العزل".
وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أقرّ قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" بارتكاب قواته ما اعتبرها مجرد "تجاوزات" في الفاشر، مدعياً فتح تحقيق فيها.
وتحتل "الدعم السريع" كل مراكز ولايات دارفور الخمس غرباً من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.
ويشكل إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان، غير أن معظم السودانيين البالغ عددهم 50 مليوناً يسكنون في مناطق سيطرة الجيش.
وفي أبريل/نيسان 2023، اندلعت الحرب بين الجيش و"قوات الدعم السريع" بسبب خلاف بشأن المرحلة الانتقالية، ما تسبب في مجاعة ضمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وفي مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.











