وقالت "تنسيقية لجان مقاومة الفاشر" (أهلية إغاثية)، في بيان، إنه "ما زال هناك عالقون وجثث على الطرقات بين الفاشر وطويلة في أوضاع مأساوية تستدعي تدخلاً عاجلاً"، داعيةً إلى تشكيل فرق إنقاذ واستجابة سريعة لانتشال الجثث ودفنها بشكل لائق، وتقديم الإسعافات الأولية للمصابين إن وُجدوا.
وشددت على أن "الظروف كارثية، والوقت حرج، والواجب الإنساني يُحتّم التحرك الفوري"، مع المطالبة بتنسيق الجهود بين اللجان الإغاثية والمتطوعين على طول الطريق الرابط بين المنطقتين.
وفي السياق نفسه، قالت شبكة أطباء السودان (مستقلة)، إنّ “قوات الدعم السريع شبه العسكرية تمنع دفن عشرات الجثث المكدسة داخل منازل في مدينة بارا بولاية شمال كردفان، في ظل تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين”.
وأوضحت الشبكة في بيان، أنها تتابع "بقلق ما يجري في مدينة بارا من جرائم مروّعة ترتكبها الدعم السريع بحق المدنيين العزّل"، مضيفةً أن "التقارير الميدانية تفيد بتكدّس عشرات الجثث داخل المنازل بعد أن منعت القوات ذوي الضحايا من دفنهم، ليبقى الموتى محاصرين في بيوتهم، والأحياء محاطين بالرعب والجوع والعطش".
وأشارت إلى أن "أعداد المفقودين تتزايد يومياً مع انقطاع الاتصالات وانعدام الوجود الطبي أو الإغاثي الفاعل في المدينة"، مشيرة إلى أن النازحين يفرّون سيراً على الأقدام في ظروف قاسية من دون غذاء أو دواء، بينما "تنهار الخدمات الصحية تماماً وتنتشر الأمراض وسوء التغذية بين الأطفال والنساء وكبار السن".
وأكدت الشبكة أن "ما يحدث في بارا جريمة بحق الإنسانية بكل المقاييس"، مطالبةً الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتحرك العاجل لوقف الانتهاكات وفتح ممرات آمنة وتمكين الأسر من دفن موتاها بكرامة.
ولم يصدر حتى الساعة (11:00 ت.غ) تعليق من "قوات الدعم السريع" على هذه الاتهامات.
ومؤخراً سيطرت قوات الدعم السريع شبه العسكرية على مدينة بارا، بعد استيلائها على مدينة الفاشر في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية، السبت، نزوح أكثر من 1500 شخص بولايتي شمال وجنوب كردفان بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، فيما أعلنت الأحد، نزوح نحو 71 ألف سوداني من الفاشر والقرى المحيطة بها، منذ استيلاء قوات الدعم السريع شبه العسكرية على المدينة.
ووفق منظمات محلية ودولية، ارتكبت القوات مجازر بحق المدنيين في الفاشر، ما دفع قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى الإقرار بحدوث ما وصفها بـ"تجاوزات"، مدّعياً فتح تحقيق بشأنها.
وتحتل "الدعم السريع" شبه العسكرية كل مراكز ولايات دارفور الخمس غرباً من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.
وفي أبريل/نيسان 2023 اندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، بسبب خلاف بشأن المرحلة الانتقالية، ما تسبب بمجاعة ضمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، ومقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.












