وهذه هي المرة الأولى التي يحدد فيها التصنيف المرحلي المتكامل، وهو مرصد عالمي للجوع مدعوم من الأمم المتحدة، أن المدينتين في حالة مجاعة، رغم أنه أكد في ديسمبر/كانون الأول الماضي وجود مجاعة في مخيمات للنازحين في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وتسببت الحرب التي بدأت قبل عامين ونصف العام بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في انتشار الجوع وسوء التغذية الحاد في أنحاء السودان، فضلاً عن نزوح الملايين من الأشخاص وإثارة موجات من العنف العرقي في دارفور.
ويعد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المعيار المعترف به دولياً لقياس شدة أزمات الجوع، وتثير نتائجه انتقادات الحكومة السودانية المدعومة من الجيش.
وكان قطع الإمدادات الغذائية في أثناء الحصار أول مرة حدد فيها التصنيف المرحلي مجاعة خلال النزاع في مخيم زمزم للنازحين جنوبي الفاشر في أغسطس/آب 2024.
وتعرضت الفاشر لهجمات قوات الدعم السريع وحوصرت لنحو 18 شهراً قبل أن تسقط أواخر الشهر الماضي، مما أدى إلى تعميق الانقسام الجغرافي في السودان.
ونقلت وكالة رويترز عن السكان هناك قولهم إنه خلال الحصار كانت تنقطع إمدادات الغذاء، ما أرغم السكان على أكل علف الحيوانات وأحياناً جلودها. وأضافوا أن الأماكن التي كان يتجمع فيها الناس لتناول الوجبات في المطابخ العامة كانت تُستهدف بغارات طائرات مسيرة.
وذكر منسق منظمة أطباء بلا حدود سيلفان بينيكود لرويترز أمس الاثنين، أنه نتيجة لذلك، كان جميع الأطفال الذين وصلوا إلى بلدة طويلة المجاورة بعد الفرار من الفاشر يعانون من سوء التغذية، بينما كان البالغون يصلون في حالة هزال.
وقال ممثلو الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية الاثنين إنهم يجمعون أدلة على أعمال قتل جماعي واغتصاب مزعومة بعد أن فرضت قوات الدعم السريع شبه العسكرية سيطرتها على الفاشر.
وقالت ميريانا سبولياريتش رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن التاريخ يعيد نفسه في دارفور.
وأفاد تقرير التصنيف المرحلي المتكامل الصادر اليوم، الذي استند إلى تحليل لشهر سبتمبر/أيلول 2025، أن طويلة، بالإضافة إلى مليط والطويشة، وهما وجهتان أخريان للفارين من الفاشر، معرضتان لخطر المجاعة.
وذكر مرصد الجوع أن إجمالي السودانيين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد انخفض 6% ليصل إلى 21.2 مليون شخص، أي ما يعادل 45% من إجمالي السكان، بفضل الاستقرار التدريجي وتحسن الوصول إلى وسط السودان، حيث فرض الجيش السوداني سيطرته منذ بداية العام.
لكن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أوضح أن الوضع تدهور في منطقتي دارفور وكردفان مع تركيز القتال هناك، مما حرم الناس من سبل المعيشة ورفع الأسعار ودفع كثيرين منهم إلى النزوح.
وأضاف أن تخفيضات المساعدات العالمية والعوائق البيروقراطية التي تقوض قدرة الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى على توفير الغذاء والخدمات الأخرى زادت التحديات الإنسانية في السودان.
إلى ذلك، تحولت منطقة كردفان، إلى بؤرة جديدة للحرب على نحو متزايد، إذ تقع بين دارفور التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وبقية البلاد، التي يديرها الجيش.
وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إن مدينة الدلنج المجاورة قد تكون أيضاً في حالة مجاعة، لكن نقص البيانات حال دون تأكيد ذلك.
وقال مسؤول في الهلال الأحمر الاثنين، إن ثلاثة متطوعين قُتلوا في مدينة بولاية شمال كردفان سيطرت عليها قوات الدعم السريع، وظهروا وهم يتعرضون للضرب في مقطع فيديو.
ونفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عما يُقال إنها عمليات إعدام دون محاكمة.












