وعن موضوع المفاوضات مع إسرائيل، أكد الرئيس عون أنه في السياسة: "هناك ثلاث أدوات للعمل وهي الدبلوماسية والاقتصادية والحربية. فعندما لا تؤدي بنا الحرب الى أي نتيجة، ما العمل؟ فنهاية كل حرب في مختلف دول العالم كانت التفاوض، والتفاوض لا يكون مع صديق أو حليف بل مع عدو".
وشدّد على أن "لغة التفاوض أهم من لغة الحرب التي رأينا ماذا فعلت بنا، وكذلك اللغة الدبلوماسية التي نعتمدها جميعاً، من الرئيس نبيه بري الى الرئيس نواف سلام".
وكرّر رئيس الجمهورية" أن الوضع جيد، فالزيارة التي سيقوم بها البابا لاون للبنان، والمؤتمرات الدولية فيه، ما هي إلا دليل عافية وازدهار واستقرار".
وعن موضوع التحديات في المنطقة، قال عون "بدأنا معالجة ملف العلاقات مع سوريا، وبدأت الأمور تصبح أكثر تبلوراً والنيات الجدية موجودة ومتبادلة. وقريباً ستتشكل لجان مشتركة لحل مسألة ترسيم الحدود".
وأكّد أن "لدى لبنان الكثير من الفرص علينا استغلالها، والأمور ليست صعبة والمسؤولية مشتركة ويمكننا أن نصل إلى الهدف بسهولة وبسرعة عبر الخروج من الزواريب الطائفية والمذهبية التي تدمر البلد".
وصعدت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة هجماتها على لبنان، بما يشمل عمليات اغتيال لعناصر تدعي أنهم من "حزب الله"، وشن أحزمة نارية في مناطق شرق وجنوب البلاد.
والخميس، أصدر عون، للمرة الأولى، أوامر للجيش بالتصدي لأي توغل عسكري إسرائيلي في الأراضي اللبنانية المحررة جنوبي البلاد.
ومنتصف الشهر الماضي، شدد عون على أنه "لا بد من التفاوض" مع إسرائيل لحلّ المشكلات "العالقة" بين الطرفين، بالتزامن مع بدء تطبيق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإنهاء الحرب على غزة.
ويقود المبعوث الأمريكي توماس باراك مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل، حيث زار البلد العربي عدة مرات قدم خلالها مبادرة لحكومة بيروت في 19 يونيو/حزيران الماضي، تنص على أن تكون جميع الأسلحة تحت إشراف الدولة اللبنانية فقط كهدف أولي.
وبيروت وتل أبيب في حالة حرب وعداء رسمي، لذلك لا تتفاوضان بشكل مباشر، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعا الحكومة اللبنانية في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي، إلى بدء مفاوضات مباشرة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدواناً على لبنان حولته في سبتمبر/تشرين الأول 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفاً آخرين.
ورغم التوصل في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، فإن تل أبيب خرقته أكثر من 4500 مرة، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى.
وفي تحدٍّ للاتفاق تحتل إسرائيل 5 تلال لبنانية، سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.















