وأعرب مكتب المدعي العام، في بيان اليوم الاثنين، عن قلقه العميق وانزعاجه البالغ إزاء التقارير الواردة من مدينة الفاشر، والتي تتحدث عن عمليات قتل جماعي واغتصاب وجرائم أخرى، يُزعم ارتكابها في أثناء هجمات "قوات الدعم السريع".
وأشار إلى أن "هذه الفظائع تشكل جزءاً من نمط أوسع من العنف الذي يعصف بإقليم دارفور منذ أبريل/نيسان 2023، وإن ثبتت هذه الادعاءات، فقد ترقى هذه الأفعال إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي".
وتابع البيان: "في إطار التحقيقات الجارية، يتخذ المكتب خطوات فورية فيما يتعلق بالجرائم المزعومة في الفاشر، من أجل جمع الأدلة ذات الصلة وحفظها لاستخدامها في الملاحقات القضائية المستقبلية".
وأشار إلى أن "مجلس الأمن الدولي وفق القرار 1593 (2005) منح المحكمة الجنائية الدولية الاختصاص القضائي بالنظر في الجرائم المرتكبة في سياق النزاع الدائر في دارفور".
نزوح المئات
إلى ذلك، أعلنت منظمة الهجرة الدولية، نزوح 1565 شخصاً بولايتي شمال وجنوب كردفان، جنوبي السودان، جراء انعدام تفاقم الأمن.
وأفادت منظمة الهجرة الدولية، في بيان، الأحد، بأن الفرق الميدانية لتتبع النزوح قدرت نزوح 1205 أشخاص، السبت، من مدينتي "بارا" و"أم روابة" بولاية شمال كردفان (جنوب) نتيجة لتفاقم انعدام الأمن.
وأوضح البيان أن "580 شخصاً منهم نزحوا من مدينة بارا و625 من أم روابة"، وأشار إلى أنهم نزحوا إلى مواقع داخل ولاية شمال كردفان وعدة مدن بولاية النيل الأبيض (جنوب).
وهذا النزوح الجديد جاء في أعقاب سلسلة من موجات النزوح في ولاية شمال كردفان قدرت بـ 36 ألفاً و825 شخصاً في الفترة الممتدة بين 26 و31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حسب البيان ذاته.
وفي بيان منفصل، أفادت المنظمة الدولية، بأن 360 شخصاً نزحوا السبت في ولاية جنوب كردفان (جنوب)، بينهم 180 شخصاً من مدينة العباسية، ومثلهم من مدينة دلامي بالولاية.
وأشار البيان إلى أن الأشخاص نزحوا إلى مواقع داخل ولاية جنوب كردفان ومدينة تندلي بولاية النيل الأبيض جنوبي البلاد.
عائلات سودانية محرومة من المساعدات
في غضون ذلك، حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الاثنين، من نفاد الوقت أمام عائلات سودانية محرومة من المساعدات، بعد هجوم "قوات الدعم السريع" على عدة مناطق غربي وجنوبي البلاد.
وقالت المفوضية في تدوينة عبر منصة شركة إكس الأمريكية، إن "الأطفال جائعون، والآباء يائسون، والمجتمعات محرومة من المساعدات".
وشددت على أن "الوقت بدأ ينفد من العائلات الفارة من القتال العنيف في السودان". وتابعت: "السودانيون بحاجة فورية إلى الحماية والأمان والوصول الإنساني".
والسبت، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، في بيان، إن النازحين من الفاشر قطعوا 60 كيلومتراً مشياً على الأقدام إلى منطقة "طويلة" من دون طعام أو ماء.
وسيطرت قوات "الدعم السريع" مؤخراً، على مدينة بارا (غرب) في إطار حربها مع الجيش السوداني، بينما أقر قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي" بحدوث تجاوزات، مدعياً فتح تحقيق في هذا الشأن.
واستولت قوات الدعم السريع في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق مدنيين وفقاً لمنظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
وحالياً، باتت "قوات الدعم السريع" تسيطر على كل ولايات إقليم دارفور الخمس غرباً ما عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش وهي محافظات (كرنوي وأمبرو والطينة) شمالي الولاية، وأخرى خاضعة لقوات حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، بما فيها منطقة "طويلة" التي تضم أكبر عدد من نازحي الفاشر.
ويسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية (من أصل 18 ولاية) بالجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.
ويشكل إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان، غير أن أغلبية السودانيين الذي يبلغ عددهم 50 مليوناً، يسكنون بمناطق سيطرة الجيش.














