وأفادت مصادر طبية بـ"وجود شهيدين بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب منطقة البركسات شمالي رفح".
على الجانب الآخر، أعلن جيش الاحتلال أنه أطلق النار على فلسطينيين (لم يحدد عددهم) جنوبي قطاع غزة، بادعاء اجتيازهم "الخط الأصفر".
و"الخط الأصفر" هو خط الانسحاب الأول المنصوص عليه بالمرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل حركة "حماس"، التي بدأت في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويفصل هذا الخط بين المناطق التي ما زال يوجد فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الجهة الشرقية منه وبين تلك التي يُسمح للفلسطينيين بالتحرك داخلها في جهته الغربية.
وادعى جيش الاحتلال في بيان أنه "جرى رصد مخربين اجتازوا الخط الأصفر واقتربوا من قوات الجيش جنوبي قطاع غزة، ما شكّل تهديداً مباشراً لها".
وأضاف: "قضت قوات الجيش من الجوّ والبرّ على المخربين"، وفقاً لتعبيراته.
تسلم جثامين 45 شهيداً
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة بغزة، الاثنين، تسلمها جثامين 45 فلسطينياً أفرجت عنهم إسرائيل ونقلتهم إلى قطاع غزة بوساطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ليرتفع إجمالي عدد الجثامين التي استلمتها الجهات الفلسطينية في غزة منذ 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 270.
وقالت الوزارة في بيان، إنها استلمت "45 جثماناً لشهداء أُفرج عنهم اليوم من الاحتلال الإسرائيلي وبوساطة منظمة الصليب الأحمر".
وتابعت: "يرتفع بذلك إجمالي عدد جثامين الشهداء المستلمة إلى 270 جثماناً".
ومن أصل 270 جثماناً، جرى التعرف على 78 جثماناً فقط، فيما تواصل الطواقم الطبية إجراءاتها لاستكمال عمليات فحص وتوثيق وتسليم الجثامين لذويها، وفقاً للوزارة.
وفي 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أفادت الوزارة بأن إجمالي ما جرى التعرف عليه من الجثامين المستلمة من إسرائيل، والبالغة آنذاك 195، يبلغ 75 جثماناً.
ووفق بيان اليوم، فإن وزارة الصحة تعرفت في الأيام الأخيرة على هويات 3 جثامين إضافيين فقط، وذلك لعدم وجود ملامح الجثامين المستلمة، إذ يكون بعضها قد تحلل، والآخر طُمست ملامحه تحت التعذيب والحرق والتنكيل الإسرائيلي.
وكانت وزارة الصحة أعلنت في بيانات سابقة أن الجثامين التي تتسلمها من إسرائيل تحمل آثار تنكيل، تشمل الضرب وتكبيل الأيدي وتعصيب الأعين، وتغير ملامح الوجه، ومن دون أسماء.
فيما أفادت معطيات حكومية فلسطينية بأن بعض الجثامين تعرض للحرق أو الدهس تحت جنازير الآليات الإسرائيلية.
وجاء تسليم هذه الجثامين، غداة تسليم "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، جثامين 3 إسرائيليين جرى انتشالهم من غزة.
ويحدث ذلك في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار بدأت مرحلته الأولى في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتتعرف العائلات الفلسطينية على جثامين أبنائها من خلال ما تبقى من علامات مميزة في أجسادهم أو من ملابس كانوا يرتدونها قبل فقدانهم، وسط غياب أجهزة الفحص بسبب الحصار الإسرائيلي وتدمير المختبرات في غزة.
ارتفاع حصيلة الشهداء
في السياق، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، الاثنين، ارتفاع عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل منذ 11 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم إلى 238 شخصاً، وذلك رغم وقف إطلاق النار منذ 10 من الشهر ذاته.
وقالت الوزارة في بيان إحصائي يومي: "وصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة، 10 شهداء بينهم شهيدان جديدان، و8 جرى انتشالهم من تحت الأنقاض".
ولم تشر الوزارة إلى ملابسات مقتل الفلسطينيين الاثنين، إلا أن بيانات سابقة للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة وحركة "حماس"، أكدت ارتكاب الاحتلال عشرات الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار.
هذه الخروقات تشمل، وفق البيانات، إطلاق نار من آليات أو مسيرات وطائرات إسرائيلية صوب الفلسطينيين بشكل مباشر، أو بقصف، وذلك داخل المناطق الواقعة غرب "الخط الأصفر" التي يسمح للفلسطينيين، بموجب الاتفاق، بالحركة داخلها.
وجددت الوزارة تأكيدها وجود ضحايا تحت ركام المنازل التي دمرتها إسرائيل خلال عامين من الإبادة الجماعية، لافتة إلى عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليها.
وتمنع إسرائيل إدخال معدات وآليات ثقيلة لرفع الأنقاض وانتشال جثامين الفلسطينيين، وتشير تقديرات فلسطينية إلى وجود 9500 مفقود جراء الحرب، إما تحت أنقاض المنازل المدمرة، وإما ما زال مصيرهم مجهولاً.
واعتبر مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، منع إسرائيل إدخال المعدات الثقيلة خرقاً للبروتوكول الإنساني من الاتفاق الذي ينص على السماح بدخول المئات من تلك الآليات.
يأتي ذلك في وقت تسابق فيه إسرائيل الزمن من أجل الحصول على ما تبقى من جثامين أسراها بغزة، الذين تبذل حركة "حماس"، جهوداً للبحث عنهم وانتشالهم من تحت الأنقاض تنفيذاً لالتزاماتها التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي هذا الإطار، سمحت إسرائيل قبل أكثر من أسبوع، بدخول بعض المعدات للبحث عن جثامين أسراها وفق إعلام عبري، غير آبهة بالآلاف من جثامين الفلسطينيين تحت الأنقاض.
وفي السياق ذاته، قالت وزارة الصحة إنها انتشلت منذ 11 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم نحو 510 جثامين لفلسطينيين ممن قُتلوا في الطرق والشوارع أو كانوا على مسافة قريبة تحت ركام بعض المنازل المدمرة.
ولمدة عامين، بدأت إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة، بدعم أمريكي، خلفت أكثر من 68 ألف شهيد وما يزيد على 170 ألف جريح، ودماراً طال 90% من البنى التحتية في القطاع.











