يأتي ذلك وسط تضارب الأنباء الإسرائيلية بشأن سماح تل أبيب لنحو 200 من عناصر حماس، بمغادرة مناطق سيطرة جيش الاحتلال في قطاع غزة.
ونقلت صحيفة هآرتس العبرية عن مصدر سياسي إسرائيلي لم تسمه، قوله إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن يسمح بمرور آمن لـ200 من عناصر حماس موجودين بمناطق سيطرة الجيش إلى أراضي خاضعة لسيطرة فلسطينية".
وذكرت هآرتس أن عناصر حماس "على ما يبدو، عالقون في المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي في غزة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ"، مشيرة إلى أن الوسطاء "اقترحوا أن تسمح لهم إسرائيل بالانتقال إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة الفلسطينيين في القطاع"، من دون ذكر هوية الوسطاء.
ونقلت الصحيفة عن المصدر ذاته قوله إن قرار نتنياهو عدم السماح بمرور عناصر حماس جاء بعد ضغوط مارسها وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش.
في المقابل قالت القناة 12 العبرية إن "من المتوقع أن تسمح إسرائيل لـ200 عنصر من حماس بمغادرة مناطق جنوب القطاع"، مضيفة: "علمنا أن من المتوقع أن توافق إسرائيل قريباً على عودتهم إلى الأراضي الفلسطينية، بشرط أن يسلّموا أسلحتهم".
لكن صحيفة معاريف العبرية قالت: "يواصل لواء ناحال ومقاتلو الهندسة القتالية التعامل مع نفق استراتيجي في حي الجنينة برفح".
ويقدر جيش الاحتلال أن النفق "يضم نحو 150 مسلحاً محاصَرين على الجانب الإسرائيلي من الخط الأصفر"، في حين تطالب حماس ووسطاء اتفاق وقف النار في القطاع بعودتهم إلى الجانب الخاضع لسيطرة الحركة، وفق المصدر ذاته.
وذكرت الصحيفة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمارس ضغطاً على عناصر حماس ويضخّ كميات هائلة من الخرسانة إلى فتحات النفق، ويُدخِل موادّ متفجّرة لقتلهم في أعماق النفق.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال التعامل مع النفق مؤخراً اضطُرّ الجيش إلى خوض قتال مع مسلحين خرجوا منه، وأسفر القتال عن مقتل ضابطين، وفي معركة أخرى قُتل جندي.
وتحدثت معاريف عن "عاصفة شعبية" اندلعت عقب أنباء عن عزم الحكومة السماح بخروج المقاتلين من منطقة الخط الأصفر الخاضعة لسيطرة الجيش.
وتعقيباً على هذه الأنباء قال سموتريتش بتدوينة عبر منصة إكس: "سيدي رئيس الوزراء (نتنياهو)، هذا جنونٌ مُطلَق، قفوا هذا".
بدوره طالب بن غفير في بيان أصدره مكتبه، بقتل أو سجن جميع مَن هم خلف الخط الأصفر، وقال: "هذه فرصة للقضاء عليهم أو اعتقالهم، لا لإطلاق سراحهم في ظروف سخيفة".
وحتى الساعة 18:50ت.غ لم يصدر تعقيب من حماس أو مكتب نتنياهو على تلك الأنباء.
يُشار إلى أن جيش الاحتلال ارتكب بدعم أمريكي إبادة في قطاع غزة استمرت عامين، بدءاً من 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وخلّفت أكثر من 68 ألف شهيد وما يزيد على 170 ألف جريح، وسبّبَت دماراً طال 90 بالمئة من البنية التحتية في القطاع بخسائر أولية تقدر بنحو 70 مليار دولار.
وانتهت الحرب باتفاق وقف إطلاق نار بين حماس وإسرائيل، دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وخرقته إسرائيل عشرات المرات، ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى في صفوف الفلسطينيين.











