جاء ذلك في تصريحات له خلال مؤتمر صحفي مع نظيره اللبناني نواف سلام، في العاصمة بيروت، في ختام اجتماعات اللجنة العليا اللبنانية المصرية؛ التي يعود إنشاؤها إلى اتفاقية موقعة بالقاهرة في مارس/آذار لعام 1996.
ومساء الخميس، بدأ مدبولي زيارة إلى لبنان تنتهي الجمعة، يلتقي خلالها سلام، والرئيس جوزيف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
وأكد مدبولي موقف بلاده الثابت والرافض لانتهاكات إسرائيل المتكررة ضد الأراضي اللبنانية، وكذلك احتلال أجزاء منها.
وشدد على ضرورة "الانسحاب الفوري غير المشروط من الأراضي اللبنانية كاملةً، واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية (الساري منذ أواخر نوفمبر 2024)، بالإضافة إلى التنفيذ الكامل ودون انتقائية لقرار مجلس الأمن رقم 1701" الصادر عام 2006.
وقال إن "مصر تُؤكد أن استقرار لبنان ووحدته الوطنية هما جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة العربية بأسرها".
وثمّن "الجهود المضنية التي يبذلها الجيش اللبناني لتحقيق هذا الهدف، في إطار نهج متدرّج ورؤية وطنية شاملة تحفظ للبنان وحدته وتماسكه، استناداً إلى اتفاق الطائف والقرارات الدولية ذات الصلة".
وأكد مدبولي "موقف مصر الثابت والداعم للبنان، قيادةً وحكومةً وشعباً، وحرصها الدائم على مساندته في هذه المرحلة الدقيقة التي يواجه فيها تحديات استثنائية على المستويات كافة".
وذكر أن "مصر تنظر إلى لبنان باعتباره ركيزة أساسية للاستقرار في المشرق العربي. كما أنها لا تألو جهداً في مواصلة مساعيها الحثيثة للنأي به عن أي تصعيد".
وتابع بأن اللقاءات التي عقدها الجانبان تناولت مختلف أوجه التعاون الثنائي، إلى جانب مناقشة التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية في المنطقة".
وثمن مدبولي جهود الرئيس اللبناني جوزيف عون والحكومة في العمل على استعادة الاستقرار وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.
من جانبه، أكد سلام تقدير بلاده للدور المصري في دعم لبنان، ولا سيما فيما يتعلق بجهود إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من الجنوب، ووقف الأعمال العدائية، والإفراج عن الأسرى اللبنانيين.
وأشار إلى أن المباحثات ركزت على تعزيز التعاون في قطاعات حيوية، بينها الطاقة والنقل والصناعة والبنى التحتية والتعليم، وأكد سلام أن العلاقة بين البلدين “تتجاوز تبادل المصالح إلى تكامل في الرؤية والمسار”.
وشدد على أن لبنان يتطلع إلى شراكة دائمة مع مصر “قائمة على العمل والنتائج”، وليس على الدعم الظرفي، بما يعزز الاستقرار والتنمية في البلدين.
وأفاد بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء في لبنان، بأن نواف سلام بحث مع مدبولي، صباح اليوم الجمعة في بيروت، العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين.
وأشار البيان إلى أن مدبولي "وقع الرئيس مدبولي على السجل الذهبي"، قبل انعقاد مباحثات موسّعة بين الوفدين اللبناني والمصري برئاسة رئيسي الحكومتين.
ومطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وقّع لبنان ومصر 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجال الاقتصاد والنقل والتعليم والزراعة والبيئة والإدارة، خلال زيارة سلام، للقاهرة.
وتأتي زيارة مدبولي إلى بيروت، وفق مراقبين، في ظل الجهود الدولية والعربية لخفض وتيرة التصعيد في جنوب لبنان، ومنع الانزلاق إلى مواجهة واسعة مع إسرائيل.
ومنذ الأسبوع الماضي، يتحدث الإعلام العبري، عن "استكمال" جيش الاحتلال الإسرائيلي إعداد خطة لشن "هجوم واسع" ضد مواقع تابعة للحزب، إذا فشلت الحكومة والجيش في لبنان بتنفيذ تعهدهما بتفكيك سلاحه قبل نهاية عام 2025".
هذه التطورات جاءت وسط خروقات إسرائيلية متكررة لوقف إطلاق النار الساري منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والذي أسفر عن مئات القتلى والجرحى، فضلاً عن مواصلة احتلال 5 تلال لبنانية سيطرت عليها إسرائيل في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى يحتلها منذ عقود.
وأنهى وقف إطلاق النار عدوانا على لبنان بدأته إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023، قبل أن تحوله في سبتمبر/أيلول 2024 إلى حرب شاملة، ما أسفر عن مقتل 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفاً آخرين.
















