وذكر أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك مع زيلينسكي في المجمع الرئاسي بأنقرة، أنه استضاف زيلينسكي، للمرة الثانية هذا العام، مشيراً إلى أنهما تبادلا وجهات النظر حول العلاقات الثنائية وسبل حل الحرب في أوكرانيا.
وأوضح أن تركيا استضافت 3 جولات من المحادثات المباشرة بين أوكرانيا وروسيا، شهدت تقدماً ولا سيما في القضايا الإنسانية.
وأضاف أردوغان: "إضافة إلى ذلك، تمكّن الطرفان من تبادل وجهات النظر حول اتفاق وقف إطلاق النار وخطط السلام، إلى جانب القضايا العسكرية، ونحن نعتبر جميع الخطوات مهمة".
وأردف الرئيس التركي: "خلال محادثاتنا اليوم، أكدنا أيضاً ضرورة مواصلة مسار إسطنبول بنهج براغماتي وعملي يركّز على النتائج"، وتابع: "أعربنا عن اعتقادنا بأن مفاوضات إسطنبول تُمثّل منصة مهمةً في الجهود المبذولة للتوصل إلى حل دبلوماسي، ولا سيما في وقتٍ تتفاقم فيه الآثار المدمرة للحرب على كلا الجانبين".
وأشار أردوغان، إلى أن تصاعد الهجمات، ولا سيما على البنى التحتية للطاقة وسقوط الضحايا، يؤديان إلى دمار يصعب تعويضه لكلا الطرفين، وقال: "نحن نرى أن إعادة تفعيل مسار إسطنبول، بمحتوى أكثر شمولاً، لمعالجة القضايا العالقة، سيكون أمراً مفيداً".
وأضاف: "كما نتوقع من جميع شركائنا الراغبين بوقف نزيف الدم في المنطقة أن يُظهروا موقفاً بنّاءً تجاه مسار إسطنبول"، ولفت أردوغان، إلى أنه أكّد مجدداً التزام تركيا وحدة أراضي وسيادة واستقلال شريكتها الاستراتيجية أوكرانيا.
وأكّد أردوغان أن "تركيا مستعدة دائماً لإجراء المباحثات مع روسيا حول المقترحات التي من شأنها تسريع وقف إطلاق النار وتمهيد الطريق لسلام عادل ودائم".
من جانبه، أعرب الرئيس زيلينسكي، عن ثقة بلاده في قوة الدبلوماسية التركية، مؤكداً أنها مسموعة في العاصمة الروسية موسكو، وقال: "الموقف المبدئي لتركيا فيما يتعلق بالحرب مع روسيا مهم جداً لأوكرانيا"، وأضاف: "أشكر تركيا على دعمها لاستقلال أوكرانيا وسيادتها".
وأوضح زيلينسكي: "نثق في قوة الدبلوماسية التركية لأنها مسموعة في موسكو"، وأردف: "نأمل استئناف عمليات تبادل الأسرى قبل نهاية العام، وتركيا تقدم دعماً كبيراً في هذا الشأن".
ولفت إلى أنه بحث مع الرئيس أردوغان مستقبل التعاون بين البلدين في مجال الدفاع، قائلا: "إن الفرق الفنية ستعمل على المواضيع المتفق عليها، وننتظر النتائج".
وأوضح زيلينسكي أنهم ناقشوا بالتفصيل الوضع الدبلوماسي أيضا، مضيفا بالقول: "العديد من المسارات تسارعت وتنشّطت الآن. ونسعى لتوجيه جميع هذه الجهود نحو سلام عادل وضمان الأمن".
وأردف: "يجب أن تنتهي الحرب، ولا بديل عن السلام.. لكن يجب على روسيا أن تفهم أنه لا يمكن بأي شكل مكافأة الحرب والقتل كما يجب ألا يكون لدى روسيا أي إمكانية لإعادة شن حرب مماثلة ضد أوكرانيا أو أي دولة أخرى في منطقتنا أو المناطق المجاورة. ونحن نتشارك الرأي نفسه مع تركيا بشأن هذا الموضوع".
وأكّد زيلينسكي ضرورة ضمان السلام والأمن، موضحا: "هذه الضمانات الأمنية مهمة جدا.. سنواصل التنسيق الوثيق والعمل مع كل شركائنا وأنا ممتن لدعم تركيا وأودّ مرة أخرى أن أشكر الرئيس أردوغان”.
وقال زيلينسكي إن مشاركة تركيا الفاعلة في “تحالف الراغبين”، وخاصة في الجانب البحري العسكري “أمر مهم جدا".
و"تحالف الراغبين" تشكيل دولي أُعلن عنه عقب قمة عُقدت بلندن في مارس/ آذار الماضي، جمعت قادة أوروبيين وممثلي منظمات دولية بهدف مناقشة آليات تعزيز السلام في أوكرانيا.
وشدد الرئيس الأوكراني أن الجميع يدرك أهمية أمن البحر الأسود، وأن هذا الأمن لا يمكن ضمانه إلا بالتعاون مع تركيا.
وتابع: "نبذل جهوداً كبيرة لاستئناف عمليات تبادل الأسرى لإعادة جنودنا والمدنيين الأوكرانيين، وخاصة المعتقلين السياسيين والدينيين من تتار القرم إلى ديارهم. كما نعمل على إعادة الأطفال الأوكرانيين المختطفين. ولدينا منصات أنشأناها في تركيا من أجل هذه الجهود، نعمل حالياً على هذه القضية لإعادة مواطنينا".
وختم زيلينسكي حديثه بتوجيه الشكر للرئيس أردوغان على هذه اللقاءات ونتائجها، مبينا أنه: "من خلال مفاوضات إسطنبول عاد أكثر من 2000 من جنودنا أو هم في طريق العودة بموجب قرارات ذات صلة، وبالطبع علينا تسريع جهودنا الدبلوماسية بهذا الصدد".
واستضافت إسطنبول جولات من المفاوضات المباشرة بين أوكرانيا وروسيا في مايو/أيار ويونيو/حزيران ويوليو/تموز 2025، وأسفرت عن اتفاقيات بشأن إطلاق سراح آلاف الأسرى من كلا الطرفين.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022 تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً" في شؤونها.
