جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال افتتاح منتدى TRT World Forum 2025 اليوم الجمعة في إسطنبول، المنعقد تحت شعار "إعادة الإعمار العالمي: من النظام القديم إلى الواقع الجديد"، الذي يجمع قادة وخبراء من مختلف أنحاء العالم لبحث التحولات الدولية المتسارعة.
وأوضح دوران أن المنتدى يمثل منصة لمناقشة القضايا العالمية الحساسة عبر مقاربات تضع الإنسان في المركز، مضيفاً أن هذا العام سيشهد طرح أفكار جديدة لبناء نظام أكثر عدلاً وإنسانية.
وأشار إلى أن العقود الأخيرة شهدت سلسلة من النزاعات والأزمات، من الجائحة وتغير المناخ إلى التهديدات التكنولوجية والحروب بين القوى الكبرى، مؤكداً الحاجة إلى "استجابات عادلة ومنصفة" لمواجهة هذا الواقع المضطرب. وأضاف: "في هذا المشهد القاتم، نحتاج إلى منارات جديدة وفاعلين جدد يسهمون في بناء عالم جديد، لا في إعادة إنتاج العالم القديم".
ولفت دوران إلى أن الإبادة في غزة تمثل "أكثر القضايا مأساوية في هذا السياق"، مضيفاً أن "الرئيس رجب طيب أردوغان وتركيا كانا من الأصوات القليلة التي تصدت لانتهاكات إسرائيل للقانون الدولي". وتابع: "بفضل الموقف الأخلاقي الذي تبنّته تركيا، بدأ ضمير الشعوب حول العالم يستيقظ إزاء ما يجري في غزة".
وأكد دوران أن تركيا، بقيادة الرئيس أردوغان، باتت "فاعلاً مطلوباً وموثوقاً في مناطق الأزمات حول العالم"، مستندة إلى رؤية تنطلق من شعاري "العالم أكبر من خمسة" و"عالم أكثر عدلاً ممكن"، مشيراً إلى أن "هذه المبادئ لاقت صدى واسعاً في المجتمعات المختلفة".
وأوضح أن الرؤية التركية تقوم على مبادئ الأمن الإنساني والعدالة وبناء أنظمة أكثر صلابة، وهو ما جعل تركيا وسيطاً فاعلاً يفضل الدبلوماسية على القوة، ويعمل على حلول قائمة على الحوار.
وأضاف أن تركيا في الوقت نفسه تعتمد نهجاً أخلاقياً في سياساتها الخارجية، كما يظهر في جهودها بمجالات الهجرة والتنمية والمساعدات الإنسانية، والدبلوماسية النشطة التي تقودها من أجل غزة.
وشدد رئيس دائرة الاتصال على أن تركيا تواجه "التضليل الإعلامي والهيمنة الثقافية" من خلال نشر الحقيقة والدفاع عن القيم الإنسانية، قائلاً: "نقف إلى جانب الحقيقة في وجه الأكاذيب، وإلى جانب الحق في وجه الباطل، ونقاوم الإمبريالية الثقافية عبر إبراز التنوع الثقافي والحيوية المجتمعية لتركيا".
كما ثمّن دوران الدور الذي تقوم به المؤسسات الإعلامية التركية، وعلى رأسها هيئة الإذاعة والتليفزيون التركية (TRT) ووكالة الأناضول، في إيصال صوت المظلومين إلى العالم بلغات متعددة.
وفي ختام كلمته، وجّه التحية إلى الصحفيين الذين يواصلون نقل الحقيقة من غزة رغم المخاطر والقيود، مترحماً على من استشهدوا في سبيل أداء رسالتهم، ومتمنياً الشفاء للجرحى.

















