وأوضح أردوغان، في تصريحات صحفية على متن طائرة عودته من الولايات المتحدة، الجمعة، أنه اتفق مع ترمب على ضرورة وقف نزيف الدم في غزة، مشدداً على أن حل الدولتين هو "الصيغة الوحيدة لتحقيق سلام دائم"، وأن الهدف الأساسي لتركيا هو إنهاء المجازر بحق الأطفال والمدنيين في القطاع.
وأشار الرئيس التركي إلى أن جهود بلاده الدبلوماسية ساهمت في دفع دول غربية، بينها بريطانيا وفرنسا، للاعتراف بدولة فلسطين، مضيفاً أن لقاءه وترمب جاء امتداداً لمشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ عرض رؤية بلاده لوقف إطلاق النار وإرساء سلام شامل.
ولفت أردوغان إلى أن إسرائيل باتت تواجه عزلة متزايدة بسبب "جرائمها ضد الإنسانية"، مؤكداً أن الأصوات الدولية الداعية لحل الدولتين تعزز موقف بلاده المدافع عن العدل وحقوق الفلسطينيين. وقال: "الذين ارتكبوا هذه المجازر سيُحاسَبون أمام القانون والتاريخ".
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفاً و502 شهيداً و167 ألفاً و376 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً.
وفي الشأن السوري، جدد أردوغان التشديد على رفض تركيا أي استهداف لدمشق، مشيراً إلى أهمية مشاركة الرئيس أحمد الشرع في اجتماعات الجمعية العامة لتعزيز شرعية الحكومة السورية دولياً. وحذّر من أن عدوانية إسرائيل لن تقتصر على فلسطين، بل ستنعكس على المنطقة بأسرها.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاماً من حكم حزب البعث، بينها 53 عاماً من سيطرة عائلة الأسد.
وأعلنت الإدارة السورية الجديدة، في 29 يناير/كانون الثاني 2025، الشرع رئيساً للبلاد خلال مرحلة انتقالية من المقرر أن تستمر خمس سنوات.
وبخصوص العلاقات الإقليمية، أوضح أردوغان أن الوساطة التركية في ليبيا ساهمت في تحقيق السلام بين الأطراف المتصارعة.
وأكد أن التعاون مع مصر والمناورات المشتركة في البحر المتوسط منذ 13 عاماً دليل على دور بلاده في تعزيز الأمن الإقليمي. كما شدد على أن تركيا لا تطمع في حقوق أحد، لكنها عازمة على حماية مصالحها الوطنية.
أما بشأن مقترح حل الدولتين في الجزيرة القبرصية، فأكد أردوغان أن "صفحة الفيدرالية أُغلقت"، وأن الحل الواقعي الوحيد هو الاعتراف بوجود دولتين منفصلتين في الجزيرة.
وأشار الرئيس التركي إلى أن القبارصة الأتراك "لن يقبلوا أن يكونوا أقلية"، وأن موقف بلاده أُعلن بوضوح أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتعاني قبرص منذ 1974 انقساماً بين شطرين تركي في الشمال ويوناني في الجنوب، وفي 2004 رفض القبارصة اليونانيون خطة قدمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطري الجزيرة.
ومنذ انهيار محادثات إعادة توحيد قبرص التي جرت في سويسرا برعاية الأمم المتحدة في يوليو/تموز 2017، لم تجرِ أي مفاوضات رسمية بوساطة أممية لتسوية النزاع في الجزيرة.