وأشارت المصادر اليوم الخميس إلى أن الهجمات التي استهدفت مؤخراً القوات الحكومية في ريف منبج وحلب، تكشف أن ما يُعرف بتنظيم "قسد" لا يلتزم الاتفاق الموقَّع مع الحكومة السورية بتاريخ 10 مارس/آذار 2025، ما يشكّل تهديداً جديداً للاستقرار والسلام في المنطقة.
وأوضحت المصادر أن تركيا تواصل تعاونها الوثيق مع الحكومة السورية، بخاصة في ملفات مكافحة الإرهاب، مشددة على التزامها دعم مبدأ "دولة واحدة، وجيش واحد" من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة ككل.
زيارات متبادَلة لتعزيز القدرات الدفاعية السورية
في سياق متصل، أوضحت المصادر أن زيارة قائد القوات البحرية السورية لأنقرة، التي أعقبت زيارة مماثلة لقائد القوات الجوية، تأتي في إطار اتفاقية التفاهم الموقَّعة بين الجانبين في أغسطس/آب الماضي.
وأضافت أن تركيا أكدت التزامها دعم تطوير القدرات الدفاعية السورية في جميع المجالات: البرية والبحرية والجوية، مشيرة إلى أن برامج التدريب والزيارات المتبادلة ستستمر بوتيرة متصاعدة في المرحلة المقبلة.
مناورات بحرية تركية-مصرية لتعزيز السلام
وبشأن المناورات المشتركة مع مصر في البحر المتوسط، المعروفة باسم “بحر الصداقة”، شدّدَت المصادر على أن تركيا هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تعمل على تحقيق السلام والاستقرار، مشيرة إلى أن هذه الأنشطة لا تستهدف أي طرف ثالث.
وأكدت أن التعاون مع مصر وليبيا يأتي ضمن رؤية "رابح-رابح"، بهدف تحويل البحر المتوسط إلى بحر سلام يخدم المصالح المشتركة لجميع دول المنطقة.
والأسبوع الماضي أعلنت وزارة الدفاع التركية استئناف مناورات "بحر الصداقة" العسكرية المشتركة بين تركيا ومصر في شرق البحر الأبيض المتوسط، بعد انقطاع دام 13 عاماً، مؤكدة أن المناورات تأتي بهدف تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز قابلية العمل المشترك بين البلدين.
وفي 10 مارس/آذار الماضي وقّع الرئيس الشرع وقائد ما يُعرَف بـ"قسد" فرهاد عبدي شاهين، اتفاقاً لإدماج المؤسسات المدنية والعسكرية شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة، بما فيها المعابر والمطار وحقول النفط والغاز، وتأكيد وحدة أراضي البلاد، ورفض التقسيم، لكن التنظيم الإرهابي نقض الاتفاق أكثر من مرة.
وتبذل الحكومة السورية جهوداً مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ الإطاحة في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 بنظام بشار الأسد، بعد 24 سنة أمضاها في الحكم.