خلال الافتتاح أكدت أمينة أردوغان أن كل خطوة تُتّخَذ في معالجة القضايا البيئية تُوجَّه "ليس فقط من أجلنا، بل من أجل جميع إخواننا الذين نشاركهم الأرض تحت قبة السماء". وأضافت أن النجاح في حماية البيئة يمنحهم "فرحة لا تُوصف بالمساهمة في رفاهية الإنسانية".

وتطرّقت إلى الوضع في غزة قائلة إن الماء يُعَدّ في قطاع غزة أغلى ما يكون، حيث يُدفع ثمن كوب من الماء بحياة الإنسان. ووصفت الحال بأنها "إحدى أكثر الفترات ظلاماً، حين يُستخدم الماء كسلاح إبادة".

وأُقيم المعرض تحت شعار "هل تدرك قيمة للأزرق؟ (Are You Blue Aware?)"، وضم أعمالاً بصرية وسمعية تسلط الضوء على أهمية الماء، بالإضافة إلى عرض جهود تركيا في حماية بحيراتها ومواردها المائية مثل بحيرات فان وسالدا ومسعى للحفاظ على خليج إزميت.

واشتملت المعروضات الفنية على أعمال زجاجية للفنان تها بايدار من النفايات الزجاجية، وتركيب فني بعنوان "Pina"، وفن رقمي تفاعلي يعكس قيمة الماء للفنان غوكهان دوغان، وأعمال موسيقية تنبض بموجات الماء للمبدع علي ساران، إلى جانب عروض لفن الإبرو بقيادة الفنان غريب أي.

وفي الفاعلية سلّطت أردوغان الضوء على معاناة البيئة العالمية من التلوث وملايين الأطنان من البلاستيك والنفايات التي تُلقى في البحار والأنهار؛ مشيرة إلى أن تركيا تحتل مركزًا متقدماً عالمياً بفضل مبادراتها لإزالة النفايات البحرية وتحقيق الشواطئ الحائزة على العلم الأزرق.

وأدلت بتفصيلات مثيرة للقلق، مثل وجود الجزر العائمة من البلاستيك في المحيطات التي تبلغ مساحتها ملايين الكيلومترات، وكيف أن ما يصل إلى 57 مليون طن من النفايات البلاستيكية يُنتج سنوياً على مستوى العالم، ويؤثّر كثيراً في البحار والغذاء والسلسلة البيئية.

كما عرضت أدلة بحثية عن اكتشاف الجسيمات البلاستيكية في المشيمة عند بعض الأطفال، وتصوير أثر الميكروبلاستيك حتى في القارة القطبية، مثالاً على انعكاس المشكلة البيئية على مختلف أنحاء العالم.

وأكدت أن مبادرة "صفر نفايات" أصبحت نموذجاً عالمياً، لافتة إلى أنه منذ إطلاقها عام 2019 حتى اليوم، أُزيحت مئات آلاف أطنان النفايات من السواحل التركية وتحققت عشرات الشواطئ الحائزة على العلم الأزرق، وأن تركيا تسعى لتعزيز تعاونها البيئي مع الدول الأخرى.

واختتمت أمينة أردوغان كلمتها بالدعوة إلى توقيع "بيان النيات لمبادرة صفر نفايات"، وأعقبه توقيع الوزير الأسترالي المعني بالتغير المناخي والطاقة كريس بويان على هذا البيان، في خطوة رمزية نحو تأكيد الالتزام العالمي تجاه القضايا البيئية.

وشهد الحفل حضور عدد من كبار المسؤولين الأتراك والدوليين، بمن فيهم وزراء ونواب ورجال ثقافة وقيادات من المنظمات الدولية، تأكيداً للأهمية التي توليها تركيا لتعزيز حضورها في الدبلوماسية البيئية العالمية من خلال "صفر نفايات".