واندلعت مواجهات ضارية بين الطرفين في منطقة أم صميمة الاستراتيجية غربي مدينة الأبيّض، حيث تشن قوات الجيش هجمات مكثفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، فيما تتقدم القوات الحكومية في محوري أم صميمة بشمال كردفان وغرب الخوي في غرب كردفان، حيث تبعد الأخيرة نحو 100 كلم من الأبيض.
وتعد منطقة أم صميمة نقطة استراتيجية تبعد 50 كلم فقط عن الأبيض، وتشكل صلة وصل بين ولايتي شمال وغرب كردفان. ويأتي هذا التطور بعد استعادة الجيش خلال الأيام الأخيرة مناطق أبرزها جبل أبو سنون وكازقيل وأم دم حاج أحمد.
ويرى مراقبون أن تحرك الجيش من الأبيض نحو هذه المحاور يصنع "قوساً" يمتد باتجاه إقليم دارفور لاستعادة المدن الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع. وتشهد ولايات كردفان الثلاث منذ أيام اشتباكات واسعة تسببت في نزوح عشرات الآلاف.
وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم ولايات إقليم دارفور الخمس، بينما يحتفظ الجيش بالسيطرة على أغلب مناطق البلاد الـ13 الأخرى، بما فيها العاصمة الخرطوم، في ظل حرب مستمرة منذ أبريل/نيسان 2023 خلفت عشرات الآلاف من القتلى وقرابة 13 مليون نازح.
وفي سياق متصل، حثت مصر المجتمع الدولي على توحيد جهوده لإطلاق عملية سياسية شاملة، تضمن الحفاظ على وحدة السودان وسيادته واستقراره.
جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع مستشار الأمن القومي البريطاني جوناثان باول، على هامش قمة مجموعة العشرين في جنوب إفريقيا.
وقال عبد العاطي إن بلاده تبذل جهوداً حثيثة لوقف إطلاق النار وتخفيف التصعيد، مؤكداً رفض القاهرة "الكامل" لأي محاولات تهدف إلى تقسيم السودان أو تهديد استقراره، بخاصة بعد "الفظائع والانتهاكات" التي شهدتها مدينة الفاشر إثر سيطرة الدعم السريع عليها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما ناقش اللقاء التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وشدد الوزير المصري على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق غزة، وتسهيل دخول المساعدات، والإسراع في تشكيل قوة الاستقرار الدولية المقررة بموجب قرار مجلس الأمن الأخير.



















