وفي تجمّع "عين الديوك" البدوي قرب أريحا، تسلل مستوطنون إلى منزل كان يقيم فيه 4 متضامنين في أثناء مهمة تضامنية لحماية الأهالي، واعتدوا عليهم بالضرب المبرح، ما أسفر عن 3 إصابات متوسطة، وواحدة خطيرة، نُقلوا على إثرها إلى المستشفى. 

ووفق مصادر محلية، فإن ثلاث إصابات تعود لمواطنين إيطاليين والرابعة لكندي، كما أقدم المعتدون على سرقة جوازات سفرهم وهواتفهم وتخريب محتويات المنزل. وكان المتضامنون يمكثون في التجمع البدوي منذ عدة أيام، بهدف توفير الحماية والدعم للأهالي، في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين.

وفي سياقٍ متصل، استمرت هجمات المستوطنين في مناطق أخرى إذ قاموا بتخريب شبكات مياه زراعية في الأغوار الشمالية على عشرات الدونمات، وتحطيم 4 مركبات في بلدة ياسوف شرق سلفيت، إضافة إلى تنفيذ أعمال تخريب وقطع إمدادات مياه ري وسرقة عدادات مياه في منطقة المسعودية الأثرية شمال غرب نابلس.

ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، نفذ المستوطنون 766 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

جيش الاحتلال ينفذ حملة اعتقالات 

ويشنّ جيش الاحتلال منذ فجر الأحد، حملة اقتحامات واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، تخلّلها اعتقال 13 فلسطينياً، واحتجاز 22 آخرين وإخضاعهم للتحقيق الميداني قبل الإفراج عنهم لاحقاً.

وفي محافظة سلفيت شمالي الضفة، احتجزت القوات الإسرائيلية 10 شبان من بلدة الزاوية غرب المدينة، و12 آخرين من قرية قراوة بني حسان المجاورة، وأخضعتهم للتحقيق الميداني قبل إخلاء سبيلهم، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" كما أطلقت القوات قنابل الغاز المسيل للدموع في محيط المنطقة دون الإبلاغ عن إصابات.

وفي نابلس اعتقلت القوات شاباً من قرية تلّ جنوب غرب المدينة، و3 آخرين من قرية صرّة، بعد مداهمة منازلهم. كما اقتحمت القوات مخيم بلاطة شرقي نابلس، وقام الجنود بتمزيق صور الشهداء داخل المخيم. 

كما تسللت قوة إسرائيلية خاصة إلى البلدة القديمة، وداهمت حارة الياسمينة، حيث اعتُقل شابٌ نُقل إلى جهة غير معلومة، فيما أُطلق الغاز والمُسيل للدموع في محيط المكان دون تسجيل إصابات.

وفي جنوب الضفة، اعتقل الجيش 5 فلسطينيين من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم بعد تفتيش منازلهم، و3 شبان من بلدة سعير شرق الخليل عقب اقتحام منازلهم أيضاً، وفق المصادر نفسها. كما طالت الاعتقالات 3 شبان من بلدة سعير شرق الخليل بعد دهم منازلهم، وفق هذه المصادر.

يأتي ذلك ضمن تصعيد إسرائيلي مستمر في الضفة منذ بدء حرب الإبادة على غزة ما أسفر عن استشهاد أكثر من 1085 فلسطينيا، وإصابة قرابة 11 ألف آخرين، واعتقال ما يزيد على 21 ألفاً آخرين.

وخلفت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمرت عامين بدعم أمريكي، أكثر من 70 ألف شهيد ونحو 171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً مع كلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.