وقالت إسحاق السبت، إن الأوضاع في الفاشر "كارثية"، مشيرة إلى أن كل من يغادر المدينة بات مهدداً بالخطر، إذ أصبح الطريق الواصل إلى مدينة طويلة "طريقاً للموت".
وأضافت أن عديداً من الأسر لا تزال محاصرة في الفاشر، وتتعرض للسحل والتعذيب والإذلال والعنف الجنسي، معتبرة أن ما يجري في المدينة "تطهير عرقي ممنهج وجريمة كبرى يتواطأ فيها الجميع بالصمت".
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سيطرت قوات "الدعم السريع" على مدينة الفاشر، وارتكبت مجازر بحق المدنيين، وفق مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من محاولات تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
وقدمت الحكومة السودانية السبت، إحاطة إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان وعدد من المنظمات الدولية في جنيف بشأن ما وصفته بـ"الفظائع والانتهاكات المروعة" التي ارتكبتها قوات "الدعم السريع" في الفاشر.
في المقابل، أقر قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي) في 29 أكتوبر/تشرين الأول بوقوع "تجاوزات" من عناصره، مدعياً تشكيل لجان للتحقيق فيها.
نزوح متزايد
وفي تطور ميداني آخر، أعلنت شبكة أطباء السودان مقتل 12 شخصاً وإصابة آخرين إثر استهداف "قوات الدعم السريع" مخيمات نازحين في ولاية جنوب كردفان، مشيرة إلى أن تلك القوات قصفت مقر منظمة الهجرة الدولية في مدينة كادوقلي بطائرات مسيّرة، ما أدى إلى مقتل 5 أطفال.
كما استهدفت مخيماً للنازحين في منطقة العباسية تقلي، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص بينهم نساء وأطفال.
من جانبه، قال مفوض العون الإنساني في الولاية الشمالية وائل محمد شريف، إن السلطات تتوقع وصول أعداد كبيرة من النازحين خلال الساعات الـ48 المقبلة بعد سيطرة "الدعم السريع" على الفاشر، مؤكداً بذل جهود لتأمين احتياجاتهم الأساسية. ووفق السلطات المحلية، تستضيف مدينة الدبة حالياً أكثر من 4 آلاف نازح من دارفور وكردفان.
ضربات جوية ورد عسكري
في الأثناء، أعلنت القوات المسلحة السودانية تنفيذ ضربات جوية مكثفة على مواقع تابعة لقوات "الدعم السريع" في شمال وغرب كردفان.
وفي السياق نفسه، أكد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي أن العدالة ستطال من وصفهم بـ"المجرمين" المسؤولين عن الانتهاكات في الفاشر، مشدداً على أن القوات السودانية "لن تتوقف عن القتال قبل استعادة كل أراضيها".
ونشر مناوي مقطع فيديو على حسابه في "فيسبوك" قال إنه يتضمن "اعترافات ضمنية" من القائد الثاني لقوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو تثبت مسؤوليته عن جرائم القتل.
في المقابل، نفى المتحدث باسم تحالف "السودان التأسيسي" الذي تقوده قوات "الدعم السريع"، علاء الدين نُقُد، ارتكاب أي إبادة جماعية أو عرقية في الفاشر، واعتبر في مؤتمر صحفي عقده بمدينة نيالا أن الاتهامات التي وجهتها الأمم المتحدة خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي "مردودة وغير دقيقة".
وتُعد الفاشر آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور قبل أن تسقط، الأحد الماضي، تحت سيطرة قوات "الدعم السريع".
ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 حرباً دامية بين الجيش و"قوات الدعم السريع" أودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت في نزوح نحو 13 مليون شخص.
وتسيطر قوات "الدعم السريع" حالياً على ولايات دارفور الخمس غربي البلاد، فيما يحتفظ الجيش بسيطرته على معظم الولايات الثلاث عشرة الأخرى، بما فيها العاصمة الخرطوم.









