واتهم ترمب الهيئة البريطانية الممولة من القطاع العام بإدماج أجزاء منتقاة من خطابه، من بينها دعوته أنصاره إلى التوجه في مسيرة نحو مبنى الكونغرس، وعبارة قال فيها "قاتلوا بشراسة"، مع حذف مقطع دعا فيه إلى الاحتجاج السلمي، ما اعتبره تضليلاً متعمداً للرأي العام.
من جانبها، اعتذرت BBC عما وصفته بـ"خطأ في التقدير"، وأقرت بأن التعديل أعطى انطباعاً خاطئاً بأن ترمب دعا مباشرة إلى العنف، لكنها أكدت في الوقت نفسه عدم وجود أساس قانوني لمقاضاتها.
ويشير محامون بريطانيون إلى أن تمويل الهيئة من خلال رسوم ترخيص إلزامية على مشاهدي التليفزيون قد يجعل أي تعويض محتمل لترمب مصدراً لتوتر سياسي داخلي في بريطانيا.
أزمة واستقالات
وقالت BBC التي تواجه واحدة من أكبر الأزمات في تاريخها الممتد لأكثر من 100 عام، إنها لا تعتزم إعادة بث الفيلم الوثائقي المثير للجدل على أي من منصاتها.
وكان الخلاف قد اندلع عقب عرض الفيلم ضمن برنامج "بانوراما" الوثائقي، قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، ما تسبب في أزمة علاقات عامة داخل الهيئة وأدى إلى استقالة اثنين من كبار مسؤوليها.
ويؤكد محامو ترمب أن بث الفيلم ألحق به أضراراً جسيمة على المستويين المعنوي والمالي.
وخضع الوثائقي لمراجعة داخلية بعد تسريب مذكرة أعدها مستشار خارجي للمعايير، أبدى فيها مخاوف بشأن أسلوب تحرير العمل، في إطار تحقيق أوسع حول مزاعم التحيز السياسي داخل المؤسسة الإعلامية.
ولم يُعرض الفيلم الوثائقي داخل الولايات المتحدة.
مسار قانوني معقد
ورجح خبراء قانون أن يكون ترمب قد رفع الدعوى في الولايات المتحدة، نظراً لأن قوانين التشهير في بريطانيا تشترط تقديم الدعوى خلال عام واحد من تاريخ النشر.
ولإثبات قضيته أمام القضاء الأمريكي، يتعين على ترمب تجاوز الحماية الواسعة التي يوفرها الدستور لحرية التعبير والصحافة، من خلال إثبات أن التعديل كان كاذباً وتم عن علم أو بتهور متعمد.
ويرى مختصون أن BBC قد تدفع بأن الوثائقي كان دقيقاً في مجمله، وأن قرارات التحرير لم تخلق انطباعاً مضللاً، كما قد تجادل بعدم تضرر سمعة ترمب.
وسبق لترمب أن توصل إلى تسويات مع مؤسسات إعلامية أخرى، بينها قناتا "CBS" و"ABC"، عقب رفعه دعاوى قضائية ضدهما بعد فوزه في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
كما رفع دعاوى مماثلة ضد صحيفتي "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" وصحيفة في ولاية أيوا، التي نفت جميعها ارتكاب أي مخالفات.
يذكر أن أحداث 6 يناير/كانون الثاني 2021 شهدت اقتحام أنصار ترمب لمبنى الكونغرس، في محاولة لمنع التصديق على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020.














