استجابت الحكومة التركية بسرعة وكفاءة من خلال اتخاذ العديد من الإجراءات الوقائية من أجل مجابهة جائحة فيروس كوفيد 19 التي ألمت بتركيا والعالم أجمع، وعلى الدوام قامت الهيئة العلمية التابعة لوزارة الصحة التركية بتعزيز وتحديث الإجراءات الوقائية الواجب اتباعها بما يتناسب مع معدل انتشار الفيروس والطفرات التي تطرأ عليه.
وضمنت التدابير الاحترازية التي اتبعتها تركيا بشكل صارم استمرار حركة السفر من وإلى البلاد بدرجة كبيرة، الأمر الذي عوضها عن اتخاذ قرار الإغلاق التامّ وتقييد أو وقف الطيران الخارجي بشكل كامل أسوةً ببعض الدول.
وبشكل دائم تسعى الحكومة التركية من خلال جميع وزاراتها لتحديث الإجراءات الوقائية من أجل توفير مناخ سفر وإقامة آمنة ليس فقط لمواطنيها، بل لجميع الزوار القادمين إلى البلاد، سواءً للسياحة والاستجمام أو للعمل والدراسة.
وفي بداية الشهر الحالي أعلنت الحكومة التركية ممثَّلةً في وزارات الصحة والداخلية والمواصلات والسياحة عن حزم جديدة من الإجراءات الواجب الالتزام بها، فضلاً عن تحديث القيود والشروط التي يجب على الزوار والمسافرين الراغبين في دخول الأراضي التركية استيفاؤها.
بدائل عن فحص الـ PCR
بحسب وثيقة أصدرتها السفارة التركية في الكويت، فإنه اعتباراً من تاريخ 1 يونيو/حزيران تم تحديث الإجراءات التي تخص فحص PCR لكل المسافرين القادمين إلى تركيا عبر كل المعابر الحدودية البرية والبحرية والجوية بالشكل التالي:
- لن يُطلب من المسافرين القادمين إلى تركيا من جميع الدول (باستثناء مصر وأفغانستان وبنغلادش والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند ونيبال وباكستان وسريلانكا والمملكة المتحدة وسنغافورة) تقديم فحص PCR سلبي في حال إبرازهم لوثيقة تفيد تلقيهم اللقاح قبل 14 يوماً على الأقل، أو شهادة توضح شفاءهم من كوفيد 19 خلال 6 أشهر تسبق تاريخ الدخول إلى تركيا.
- في حال تعذر تقديم شهادة التطعيم أو المستندات التي تثبت شفاءهم من المرض عند دخول تركيا، سيتم طلب تقرير فحص PCR بنتيجة سلبية بحد أقصاه 72 ساعة قبل الدخول، أو تقديم نتيجة اختبار المستضد السريع (Fast Antigen) السلبية في غضون مدة أقصاها 48 ساعة بعد الدخول.
- قد يخضع بعض المسافرين لفحص PCR من قبل وزارة الصحة التركية بشكل عشوائي عند الدخول إلى تركيا.
- سيتم إعفاء طواقم الطائرات والسفن وسائقي الشاحنات من إجراءات فحص PCR.
المطاعم تفتح أبوابها
ساهمت إجراءات الوقاية الصارمة التي اتبعتها المؤسسات الرسمية التركية في الحد من انتشار فيروس كوفيد 19 وتخفيف عدوى الإصابة به، وخلال الحظر التام الذي طبقته الحكومة لقرابة ثلاثة أسابيع متتالية في الفترة بين 29 أبريل/نيسان و17 مايو/أيار انخفضت أعداد المصابين بالفيروس بشكل ملحوظ.
وأدى الهبوط في أعداد المصابين وزيادة وتيرة تطعيم المواطنين وتحصينهم ضد الفيروس إلى إنهاء الحظر الكلي، فضلاً عن تخفيف الحظر الجزئي المعمول به في عموم تركيا منذ عدة أشهر، والذي يجري تحديثه بين الفترة والأخرى بناءً على خط سير العدوى والطفرات التي يحدثها الفيروس.
ومنذ بداية الشهر الجاري أعلنت الحكومة التركية التخفيف من شروط الحظر الجزئي تمهيداً لعودة الحياة الطبيعية، وأُعطي الإذن بفتح أبواب المطاعم والمقاهي من أجل استقبال الزبائن، وأُزيل الحظر خلال يوم السبت فيما بقي يوم الأحد، وتم تحديد ساعات الحظر بين الساعتين 22:00 و5:00.
برنامج شهادة السياحة الآمنة
بداية العام الحالي فرضت وزارة الثقافة والسياحة برنامج "شهادة السياحة الآمنة"، وطالبت جميع المرافق السياحية باتباع الشروط والمعايير من أجل الحصول على هذه الشهادة التي ستمكن الحاصلين عليها من أخذ الأذون اللازمة للمباشرة في العمل. وترتكز هذه التدابير على التأكد من الحالة الصحية لكل من الزائرين والعاملين واتباع المعايير الموضحة مسبقاً خلال مراحل نقل الزوار واستضافتهم.
وأكد نادر ألب أصلان، نائب وزير الثقافة والسياحة التركي، أن شهادة السياحة الآمنة التي طبقتها وزارة السياحة لاقت استحساناً كبيراً على مستوى العالم، وبدأت بعض الدول الأخرى في تطبيقها، وقال: "إن الشهادة ستغدو إلزامية في جميع مرافق إقامة السياح وفي المطارات ووكالات السفر"، وأشار إلى أنه سيجري تحديث دوري للشهادة، فضلاً عن إلزام المرافق السياحية بالعمل بها بشكل دائم من أجل تعزيز قيمة العلامة التجارية للسياحة التركية على مستوى العالم.
ونهاية الشهر الجاري ستنتهي تركيا من تطعيم جميع العاملين بالقطاع السياحي في البلاد، وذلك ضمن الخطط المشتركة بين وزارتي الصحة والسياحة. ويذكر أن حملة التطعيم التركية ستكتسب زخماً كبيراً في شهر يونيو/حزيران، خصوصاً بعد أن أعلنت وزارة الصحة التركية شراء 120 مليون جرعة من لقاح "بيونتك ـ فايزر" و100 مليون من "سينوفاك" و50 مليون من "سبوتنيك"، بالإضافة إلى قرب بدء إنتاج اللقاح المحلي.
