"تمرد يختمر".. معارضة أمريكية لدعم بايدن المطلق لإسرائيل / صورة: DPA (DPA)
تابعنا

خلال "زيارته الداعمة" إلى إسرائيل الأربعاء، كرر الرئيس الأمريكي جو بايدن عبارته التي قالها عندما كان سيناتوراً قبل نحو 4 عقود، والتي جاء فيها: "لو لم تكن إسرائيل موجودة لكان على أمريكا أن تخلق إسرائيل". وسبق لبايدن، خلال زيارته لإسرائيل في منتصف 2022، أن ذكّر بأن "العلاقة بين الشعب الإسرائيلي والشعب الأمريكي عميقة للغاية"، معتبراً أنه ليس من الضروري أن يكون المرء يهودياً ليكون صهيونياً.

وفي هذه الحرب الأكثر دموية، لم يتأخر الرئيس الأمريكي ولو لبرهة عن إبداء دعم بلاده اللامحدود لإسرائيل، بل وأعطى الحكومة الإسرائيلية الضوء الأخضر لتنفيذ إبادة جماعية في غزة.

ومع ذلك، فإنه على الرغم من حجم التأييد الكبير الذي تحظى به سياسة الدعم المطلقة لإسرائيل من قبل الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إلا أن هناك غضباً متصاعداً داخل وزارة الخارجية الأمريكية بشأن الدعم المطلق للعملية العسكرية الإسرائيلية بغزة.

"تمرد يختمر"

قال تقرير نشرته هفينغتون بوست إن النهج الذي يتبعه الرئيس جو بايدن تجاه أعمال العنف المستمرة في إسرائيل وفلسطين يؤدي إلى تأجيج التوترات المتصاعدة في الوكالة الحكومية الأمريكية الأكثر مشاركة في السياسة الخارجية: وزارة الخارجية. مشيراً إلى أن المعنويات منخفضة داخل الوزارة، وأن بعض الموظفين يستعدون للتعبير رسمياً عن معارضتهم لنهج بايدن.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن وكبار مستشاريه يتجاهلون الإحباط الداخلي واسع النطاق. وقال بعض موظفي الوزارة إنهم يشعرون أن بلينكن وفريقه غير مهتمين بنصيحة خبرائهم بينما يركزون على دعم العملية الإسرائيلية المتوسعة في غزة.

وقال أحد مسؤولي وزارة الخارجية: "هناك تمرد يختمر داخل وزارة الخارجية على جميع المستويات". فيما ذكر مسؤولان آخران بصدد إعداد ما يسمى "برقية المعارضة" وهي وثيقة تنتقد السياسة الأمريكية التي تذهب إلى قادة الوكالة من خلال قناة داخلية محمية. ويُنظر إلى مثل هذه البرقيات داخل وزارة الخارجية على أنها بيانات مترتبة عن خلاف خطير في لحظات تاريخية مهمة.

معارضة متصاعدة

وفي استعراض علني للتنديد بدعم الإدارة الأمريكية المطلق، تقدم جوش بول، الذي كان يشغل منصب المدير للشؤون العامة والكونغرس في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية، باستقالته بسبب تعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع الصراع في إسرائيل وغزة، معلناً أنه لا يستطيع دعم المزيد من المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، وأنه لن يستمر في وظيفة تسهم بمقتل مدنيين فلسطينيين، واصفاً رد الإدارة بأنه "رد فعل متهور قائم على الإفلاس الفكري"، وفقاً لما نقلته صحيفة واشنطن بوست.

ولم يقتصر التمرد على نهج بايدن على بعض موظفي وزارة الخارجية وحسب، بل امتد ليطال أروقة الكونغرس أيضاً، إذ تظاهر المئات الأربعاء بدعوة من حركة أمريكية-يهودية مناصرة للسلام للمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتنديد بالمجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين.

وكان مئات من أعضاء الجالية اليهودية في نيويورك نظموا السبت الماضي وقفة احتجاجية دعت إليها منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام"، لإعلان موقفهم الرافض للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

وعلى وقع هذا التباين، أصبحت الجامعات، مثل جامعة هارفارد، في قلب نقاش مثير للجدل حول الحرب في إسرائيل وقصف غزة. فبينما تقول المجموعات الطلابية المؤيدة لفلسطين إن النظام الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن كل أعمال العنف التي تتكشف، ردت مجموعات الطلاب اليهود عليهم واتهمتهم بدعم هجوم حماس. الأمر الذي دفع الجماعات المؤيدة للفلسطينيين إلى نفي هذه المزاعم وقالوا إنهم يخشون أيضاً التعبير عن آرائهم في الحرم الجامعي، وفقاً لما نقلته شبكة إي بي سي نيوز.

ماذا تقول استطلاعات الرأي الأمريكية؟

ووفقاً لأحدث استطلاع للرأي أجرته محطة إن بي أر، فإن ثلثي الأمريكيين يرون أن الولايات المتحدة يجب أن تدعم إسرائيل علناً في الحرب بين إسرائيل وحماس، لكن هناك انقسامات عرقية وعمرية واسعة حول هذه المسألة.

بشكل عام، قال 65% إن الولايات المتحدة يجب أن تدعم إسرائيل علناً، ومن بين هؤلاء المؤيدين نسبة كبيرة من كلا الحزبين – 77% من الجمهوريين و69% من الديمقراطيين. لكن 35% قالوا إنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تقول أو تفعل أي شيء.

ورغم هذا التأييد الكبير، هناك فجوات عمرية وعرقية كبيرة - 78% من أولئك (ثلثا المؤيدين) الذين يبلغون من العمر 45 عاماً أو أكبر يعتقدون أن الولايات المتحدة يجب أن تتخذ موقفاً مؤيداً علنياً لإسرائيل، لكن 48% فقط من أولئك الذين تقل أعمارهم عن 45 عاماً أيدوا ذلك.

وينطبق هذا بشكل خاص على أصغر الأمريكيين المؤهلين للتصويت، حيث قال 48% فقط من الجيل "زد" إن الولايات المتحدة يجب أن تعبر علناً عن دعمها. بينما قال 51% فقط من غير البيض إن على الولايات المتحدة اتخاذ مثل هذا الموقف العلني الداعم لإسرائيل، بينما يعتقد 72% من البيض أنه ينبغي ذلك.

TRT عربي