تابعنا
قدمت روسيا مقترحاً لتركيا يقضي بفتح ثلاثة معابر بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا، وذلك بعد استهداف روسيا لمحيط معبر “باب الهوى” وشركة “وتد” للمحروقات في إدلب ومستشفى بريف حلب الغربي، واستهداف أسواق النفط في ريف حلب.

تضمن المقترح الروسي “تنظيم دخول البضائع الإنسانية وخروج اللاجئين”، اعتباراً من 25 من مارس/آذار الماضي.

ما الدوافع الروسية؟

حول سعي روسيا بإعادة فتح المعابر من أجل إعادة الأمن والاستقرار لمناطق الشمال رد المتحدث الإعلامي باسم الفيلق الثالث التابع للجيش الوطني سراج الدين في حديثه مع TRT عربي بأنه لا شك أن حجج كل من روسيا والنظام السوري واهية.

وأنه بالتأكيد روسيا والنظام اللذان لم يستطيعا ضبط مناطقهم لن يستطيعا ضبط غيرها.

فضلاً عن أن السبب الأساسي للافتتاح هو المحاولة لكسر الحصار الاقتصادي الذي فرضه قانون قيصر.

وأضاف سراج الدين بأن النظام كان يمرر شحنات تحمل مواد مخدرة، لذا لن يأتي عبر النظام إلا القتل والتدمير ونستبعد تماماً أي نتائج إيجابية حول فتح المعابر.

بدوره قال الناطق باسم الجيش الوطني الرائد يوسف الحمود في حديثه مع TRT عربي، إن الأسباب أصبحت واضحة ومكشوفة بالنسبة لنا كمعارضة، فروسيا بعد أن استخدمت العنف وقتلت آلاف المدنيين فرضت سيطرتها على مدينة إدلب وريف حلب الغربي، ومن ثم فتحت معابر ادعت أنها إنسانية للراغبين بالعودة إلى مناطق سيطرة النظام الذين تهجروا منها بسبب القصف لكنها قوبلت بالتجاهل.

أساليب تضليلية

أوضح الحمود أن روسيا اعتادت قبل كل استحقاق دولي أو مفاوضات تجريها الأمم المتحدة أن تستخدم أساليب غير منطقية عبر تجديد رغبتها بفتح المعابر متجاهلة أن وضع المعابر في الشمال السوري في الوقت الراهن أفضل بكثير من تلك التي تتبع للنظام السوري.

ولفت إلى أن الطلب الروسي سبق مؤتمر الأمم المتحدة حول تمديد عمل المعابر، بحسب ما قال الحمود في حين أن قرار الأمم المتحدة بوقف تمديد عمل معبر باب الهوى ينتهي بعد شهرين.

وشدد على أن رغبة روسيا بوقف إمداد المعابر التي تخضع لسيطرة المعارضة وخارجة عن سيطرة النظام من أجل إعادة دخول المساعدات عبر معابر النظام لانتشاله اقتصادياً.

ما الهدف الأكبر من فتح المعابر؟

يعتقد محمود الحمزة الخبير بالشؤون الروسية في حديثه مع TRT عربي أن فتح المعابر هو من أجل التحضير للانتخابات الرئاسية ولا يستبعد وضع صناديق اقتراع على المعابر، وذلك لأن الروس والنظام يريدون أن يظهروا للسوريين والعالم بأنه لديهم تواصل مع مناطق الشمال الخاضعة لسيطرة المعارضة وأن الانتخابات كانت حاضرة حتى في مناطق المعارضة.

ولفت الحمزة إلى أن مليشيات PYD شكلت لجنة لدعم حملة الانتخابات باعتبارها الوجه الآخر للنظام في المنطقة الشرقية.

لذا النظام يرسم ذلك تحقيقاً لمزاعمه مستغلاً ملف فتح المعابر الذي أعيد طرحه مع اقتراب موعد الانتخابات لتكون النتائج قد شملت جميع مناطق سوريا.

ادعاء روسي

يرى الباحث في مركز الشرق للسياسات سعد الشارع في حديثه مع TRT عربي، بأن روسيا تدعي وصف هذه المعابر بأنها معابر إنسانية هي لا تريد خدمة الملف الإنساني المتعلق بسوريا بزعمها أنها ترغب بفتح المعابر بين المعارضة والنظام .

وحول استخدام روسيا لحق النقض الفيتو قبل أشهر حتى لا تدخل مساعدات إلى المعابر، اعتبر الشارع أن استخدام روسيا لهذا الحق سببه أنها تريد حصراً بشكل كامل لجميع الحركة التجارية والإنسانية في مصلحة النظام سواء من معابر لبنان أو الأردن حيث أعادت فتح معبر نصيب منذ سنتين بين سوريا والأردن.

ويضيف الشارع: بعد تمكن النظام من استعادة أجزاء كبيرة بعد أن كانت تحت سيطرة المعارضة بدأت روسيا بالبحث في السياقات حول إعادة البناء والاستقرار من أجل تفاهمات معينة لحضور النظام في المنطقة الشرقية والنقطة الأهم المتعلقة بعملية تصدير وصول النفط من شرق الفرات إلى مناطق النظام.

وأردف الشارع أن هذه المساعي الروسية تندرج ضمن محاولات روسيا التي ترجح أن سوريا ذاهبة إلى الاستقرار الأمني بإصرار روسي على بقاء الأسد ودعمه في الانتخابات المقبلة.

لماذا أعيد فتح ملف المعابر؟

تريد روسيا الاستفادة من المعابر كون كل من المعبرين يساهم في تحريك اقتصادي لما يسمى اقتصاد الحرب ويساهم في إدخال العملة الأجنبية إلى مناطق النظام حسب الشارع.

كما تريد روسيا حصر الحركة التجارية لأنه باعتقادها، جميع المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى مناطق المعارضة والنظام، يجب أن تدخل إلى مناطق النظام وبالتالي إلزام المجتمع الدولي التعامل مع المعابر الخاضعة لسيطرة النظام وإيصال المساعدات الإنسانية لمناطق المعارضة عن طريق معابر داخلية تريد افتتاحها.

رفض ونفي

وكان ناشطون قد أطلقوا وسم “#لا للمعابر مع النظام”، محذرين من عواقب فتحها، وأنها “ستشكل متنفساً اقتصادياً للنظام”، و”ستؤدي إلى انتقال تجارة المخدرات إلى مناطق سيطرة المعارضة، واختراق مناطق سيطرة المعارضة أمنياً”، حسب ما قاله مشاركون في الحملة.

وخرجت مظاهرات في مدينتي عفرين وأعزاز بريف حلب، ومدينة إدلب، رفعت لافتات “لا لفتح المعابر”، و”فتح المعابر خيانة لدماء الشهداء”.

وغرّد رئيس“الحكومة السورية المؤقتة” عبد الرحمن مصطفى، عبر حسابه في “تويتر”، بأن “وسائل إعلامية تدوالت أخباراً غير صحيحة حول افتتاح معابر بين مناطق النظام والمعارضة، نؤكد عدم صحة هذه الأخبار جملة وتفصيلاً.“

ونفت مصادر عسكرية تركية، تقارير إعلامية تحدثت عن التوصل إلى اتفاق على إعادة فتح ثلاثة معابر في محافظتي إدلب وحلب شمالي سوريا إلى مناطق سيطرة النظام" حسب وكالة الأناضول.

وفي عام 2020، حاولت “هيئة تحرير الشام” (صاحبة النفوذ في محافظة إدلب وجزء من ريف حلب الغربي)، عدة مرات فتح معابر تجارية بين مناطق سيطرتها وبين النظام، بعد توقيع اتفاق “موسكو” في 5 مارس/ آذار 2020، الذي نص على وقف إطلاق النار كأبرز البنود.

إلا أنها لم تستطع، على الرغم من ضغط القوات الأمنية على الأهالي وتهديد الناشطين بالاعتقال، وإطلاق النار على متظاهرين في قرية معارة النعسان شرقي إدلب.

وقال نائب رئيس “المركز الروسي للمصالحة” في سوريا، الفريق أول ألكسندر كاربوف، “اعتباراً من اليوم ستُغلق المعابر الإنسانية الثلاثة في محافظتي إدلب وحلب، بسبب قصف المسلحين لها”، وفقاً لما نقلته وكالة“تاس” الروسية 30 مارس/آذار.

TRT عربي